أقول: و الأظهر عندي أنّ المراد به هو ما
أعلمه النبيّ 6 بالوحي الالهي من جريان حكم القضاء
اللّازم على دوران رحى الضلالة بعده صلوات اللّه عليه و آله على قطبها إلى رأس خمس
و ثلاثين من الهجرة، ثمّ قيام دولة بني اميّة على ما يجري فيها على المسلمين و المؤمنين
من العذاب الأليم و النّكال العظيم، ثمّ ملك الفراعنة أعنى بني العبّاس على ما
يبتلى به النّاس فيه من الفتن و المحن، و لعلّ هذا الوجه أقرب، و محصّله أنّ
القضاء الأزلى و القدر الحتمي قد جرى على وقوع هذه الامور و استيلاء الدولة
الباطلة لا محالة، فلا يثمر النّهوض و لا ينفع إلّا السّكوت، و اللّه العالم
بحقايق كلام وليّه صلوات اللّه عليه و آله.
تكملة
هذا الكلام
رواه المجلسي في البحار بأدنى اختلاف، قال: مأخوذ من مناقب ابن الجوزي خطبة خطب
بها أمير المؤمنين 7 بعد وفات رسول اللّه 6، روى مجاهد عن ابن عبّاس قال: لمّا دفن رسول اللّه 6 جاء العبّاس و أبو سفيان بن حرب و نفر من بني هاشم إلى أمير المؤمنين 7، فقالوا: مدّ يدك نبايعك و هذا اليوم الذي قال فيه أبو سفيان: إن شئت
ملاءتها خيلا و رجلا، فخطب 7 و قال:
أيّها النّاس
شقّوا أمواج الفتن بسفن النّجاة، و عرّجوا عن طريق المنافرة وضعوا تيجان المفاخرة،
فقد فاز من نهض بجناح، أو استسلم فارتاح، ماء آجن و لقمة يغصّ بها آكلها أجدر
بالعاقل من لقمة تحشى بزنبور، و من شربة تلذّبها شاربها مع ترك النّظر في عواقب
الامور، فان أقل يقولوا: حرص على الملك؛ و إن أسكت يقولوا: جزع من الموت، هيهات
هيهات بعد اللّتيّا و الّتي و اللّه لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدى امّه،
و من الرّجل بأخيه و عمّه، و لقد اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب
الأرشية في الطوى البعيدة.
الترجمة
از جمله كلام
آن حضرتست در حينى كه پيغمبر خدا صلوات اللّه عليه و آله از