الرّجل إذا صار ذا إبل جربي و غير ذلك و
أفجرتم أى صرتم ذوي فجر و (الوقر) ثقل في الأذن أو ذهاب السّمع كله، و قد وقر كوعد
و وجل و مصدره وقر بالسكون و القياس بالتّحريك و وقر كعنى أيضا و وقرها اللّه
يقرها.
و (الواعية)
الصّراخ و الصّوت كما في القاموس لا الصّارفة كما ذكره الشّارح البحراني و
المعتزلي تبعا للجوهري، و في القاموس أنّه و هم، و عن الاساس ارتفعت الواعية أى
الصّراخ و الصّوت، و في الاقيانوس سمعت واعية القوم أى أصواتهم و (النبأة) الصّوت
الخفي و (خفقت) الرّاية كحسب خفقا و خفقانا محرّكة اضطربت و تحركت و (توسّم)
الشيء تفرسه و تخيّله و المتوسّم النّاظر في السّمة الدّالة و هي العلامة و توسم
فيه الخير أو الشرّ أى عرف سمة ذلك و (الجلباب) بفتح الجيم و كسرها القميص و في
المصباح ثوب أوسع من الخمار و دون الرّداء و قال ابن فارس: الجلباب ما يغطى به من
ثوب و غيره و الجمع الجلابيب.
الاعراب
الباء في
قوله 7 بنا للسّببية، و كلمة عن في قوله عن السرار على حقيقتها
الأصليّة و هي المجاوزة أى منتقلين عن السّرار و متجاوزين له، و وقر بفتح الواو و
ضمّها على صيغة المعلوم أو المجهول و سمع فاعله على الأوّل و على الثّاني الفاعل
هو اللّه.
المعنى
اعلم أنّ هذه
الخطبة من أفصح كلامه 7 و هي على و جازتها متضمّنة لمطالب شريفة و نكات
لطيفة، و مشتملة على مقاصد عالية و إن لاحظتها بعين البصيرة و الاعتبار وجدت كلّ
فقرة منها مفيدة بالاستقلال مطابقة لما اقتضاه المقام و الحال و سيجيء الاشارة
إلى بعض ذلك حسب ما ساعدته الوقت و المجال إنشاء اللّه.
فاقول قوله: (بنا
اهتديتم في الظلماء) أى بآل محمّد : اهتديتم في ظلمات الجهل، و
الخطاب لأهل البصرة و غيرهم من طلحة و زبير و ساير حاضري الوقت و هو جار في حقّ الجميع
و فيه إشارة إلى كونهم : سبب هداية الأنام في الغياهب و الظلام، و
لمّا كان الظلمة عبارة عن عدم الضّوء عمّا من شأنه أن يكون