مضيئا فتقابل النّور تقابل العدم للملكة
على ما ذهب إليه محقّقو المتكلّمين و الفلاسفة، أو عبارة عن كيفيّة وجوديّة تقابل
التّضاد كما ذهب إليه آخرون و هو الأظهر نظرا إلى أنّها على الأوّل لا تكون شيئا
لأنّها عدم و كيف ذلك و اللّه سبحانه خالقها، و على أيّ تقدير كان قوله دالّا
بالمطابقة على كونهم الهداة إلى سبيل النجاة في المدلهمات و الظلمات، و بالالتزام
على كونهم نورا مضيئا و قمرا منيرا إذ الاهتداء في الظلمة لا يكون إلّا بالنّور
الظاهر في ذاته المظهر لغيره.
أمّا المدلول
المطابقي فقد اشير إليه في غير واحدة من الآيات الكريمة و صرّح به في الأخبار
البالغة حدّ التّظافر بل التّواتر.
منها ما رواه
في الكافي باسناده عن عبد اللّه بن سنان قال سألت أبا عبد اللّه 7 عن
قول اللّه عزّ و جلّ:
وَ مِمَّنْ
خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ قال: هم الأئمة
صلوات اللّه عليهم.
و منها ما في
تفسير عليّ بن إبراهيم في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر 7 في قوله
تعالى:
أَ فَمَنْ
يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ
يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ فأمّا من يهدي إلى الحقّ فهو محمّد
صلّى اللّه عليه و آل محمّد 6 من بعده، و أما من لا
يهدي إلا أن يهدى فهو من خالف من قريش و غيرهم أهل بيته من بعده.
و منها ما في
البحار من تفسير العيّاشيّ بإسناده عن المعلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه 7 في قوله تعالى:
وَ مَنْ
أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ قال 7 هو من يتّخذ دينه برأيه بغير هدى إمام من اللّه من أئمة الهدى.