فاعل راعني
محذوف مدلول عليه بالفعل، و جملة و النّاس إلىّ حاليّة مبينة لهيئة المفعول و
مفسّرة للمستنّى المحذوف، و إلىّ متعلق بمحذوف تقديره و النّاس رسل إلىّ و قد صرّح
به في رواية الاحتجاج، و كون الجملة مفسّرة للمحذوف نظير قوله تعالى:
قال
الزّمخشري في الكشّاف: فاعل بدا مضمر لدلالة ما يفسّره عليه و هو ليسجننّه و
المعنى بدا لهم بداء أى ظهر لهم رأى ليسجننّه اه، و تقدير كلام الامام 7 على ما ذكرنا: ما راعني رايع إلّا حالة أعني كون النّاس رسلا إليّ و
الرّسل بفتحتين القطيع من الابل و الجمع أرسال مثل سبب و أسبابا و يشبه به النّاس
فيقال: جاءوا أرسالا أى جماعات متتابعين، و جملة ينثالون إمّا خبر بعد خبر للنّاس،
أو حال بعد حال و مجتمعين حال من فاعل ينثالون.
المعنى
اعلم انّه
7 لما ذكر خلافة المتخلّفين الثّلاثة و بيّن حال أيّام خلافتهم و أشار
إلى ما ابتلى به النّاس في تلك الأيام، شرع في بيان كيفيّة انتقال الأمر إليه 7 ظاهرا كما كان له باطنا و كان ذلك في شهر ذى الحجّة يوم الجمعة بعد ما مضى
من الهجرة خمس و ثلاثون سنة فقال 7 (فما راعني) رايع (إلّا) حالة (و) هو كون (النّاس) متتابعين (إلىّ) متزاحمين (كعرف
الضّبع ينثالون علىّ) يتتابعون و يكثرون القول (من كلّ جانب حتى
لقد وطيء الحسنان) الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهما من شدّة الازدحام.
و عن المرتضى
(قده) انّ أبا عمر محمّد بن عبد الواحد غلام ثعلب روى في قوله 7 وطيء
الحسنان أنّهما الابهامان «و انشد للشّنفر مهضومة[1]
الكشحين خرماء
[1] الهضم محركة خمص البطن و لطف الكشح و قلة انجفار الجنبين، ق.