و منها أنّ الثواب بالاستحقاق
أو بالتفضّل، و يظهر من كلامه هذا أنّ ترتّب الثّواب على العمل
بالاستحقاق لا بالتّفضّل لوجهين:
1- أنه 7 عبّر عن الثواب بالأجر، و الأجر ما يستحقّه الأجير في مقابل عمله، و لا
يطلق على ما يتفضّل به.
2- أنه 7 حصر الأجر في العمل الاختياري الصادر من المكلّف سواء كان قولا باللسان، أو عملا
بالأركان، أو نيّة بالجنان فانّ النوايا الحسنة أفعال قلبية اختيارية للإنسان، و
قد عبّر عنها 7 بصدق النيّة و السريرة الصالحة، و المقصود بالسريرة
الصالحة القصد نحو عمل الخير، و ليست النيّة و السريرة من قبيل
الغرائز و الميول الغير الاختياريّة، و يؤيّده الحديث المعروف: نيّة المؤمن خير من
عمله و نيّة الكافر شرّ من عمله، و الحديث المستفيض عن الرّسول 6: لكلّ امرء ما نوى، بناء على أنّ لفظة ما مصدرية و المقصود لكلّ امرء نيّته إن
خيرا فخير و إن شرّا فشرّ.
و منها مسئلة
الاحباط و التكفير، و محصّله أنّ السيئة تقبل السّقوط بغير توبة بوسيلة عمل الخير
أو غيره، و الحسنة تسقط بوسيلة ارتكاب سيئة كالغيبة مثلا أم لا و ظاهر كلامه 7 ثبوت التكفير للسيّئات، و لذا دعا لهذا المريض و طلب من اللَّه العزيز أن
يجعله مرضه حطا لسيئاته، و يظهر منه أنّ تأثير المرض في تكفير
السيئة و حطّها ليس ذاتيا، بل المرض مقتضى لذلك و لا بدّ
من تقويته بالابتهال إلى اللَّه أو بحسن النيّة و السريرة كما أشار إليه 7 في آخر كلامه.
و لكلّ من
هذه المسائل الكلاميّة المندرجة في طيّ كلامه 7 على ايجازه مباحث
مفصّلة في الكتب الكلاميّة لا مجال لاستيفاء البحث حولها في هذا الشرح الوجيز، فمن
أراد الاطلاع عليها فليطلبها من مظانّها.