responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 54

انتشر ذلك عنك و عنهم أعظمهم النّاس و هابوهم و كان أوّل من صانعهم عمّا لك بالهدايا و الأموال ليقووا بها على ظلم رعيتك، ثمّ فعل ذلك ذو و القدرة و الثروة من رعيتك لينالوا ظلم من دونهم، فامتلأت بلاد اللَّه بالطمع بغيا و فسادا و صار هؤلاء القوم شركاؤك في سلطنتك و أنت غافل، فان جاء متظلّم حيل بينه و بين دخول دارك، و إن أراد رفع قصة إليك عند ظهورك وجدك و قد نهيت عن ذلك، و وقفت للنّاس رجلا ينظر في مظالمهم، فان جاءك المتظلم إليه أرسلوا إلى صاحب المظالم أن لا يرفع إليك قصّته، و لا يكشف لك حاله، فيجيبهم خوفا منك، فلا يزال المظلوم يختلف نحوه، و يلوذ به، و يستغيث إليه و هو يدفعه، و يعتلّ عليه، و إذا اجهد و احرج و ظهرت أنت لبعض شأنك صرخ بين يديك، فيضرب ضربا مبرحا ليكون نكالا لغيره و أنت تنظر و لا تنكر، فما بقاء الاسلام على هذا.

فقد كنت أيام شبيبتي اسافر إلى الصّين، فقدمتها مرّة و قد اصيب ملكها بسمعه، فبكى بكاء شديدا، فحداه جلساؤه على الصبر، فقال: أما أني لست أبكي على البلية النازلة، و لكن أبي للمظلوم بالباب يصرخ فلا أسمع صوته، ثمّ قال:

أما إذ ذهب سمعي فانّ بصري لم يذهب، نادوا في النّاس أن لا يلبس ثوبا أحمر إلّا مظلوم، ثمّ كان يركب الفيل طرفي نهاره ينظر هل يرى مظلوما.

فهذا مشرك باللّه غلبت رأفته بالمشركين على شحّ نفسه، و أنت مؤمن باللّه من أهل بيت نبيّه لا تغلبك رأفتك بالمسلمين على شحّ نفسك، فان كنت إنما تجمع المال لولدك فقد أراك اللَّه تعالى عبرا في الطّفل يسقط من بطن امّه ما له على الأرض مال، و ما من مال يومئذ إلّا و دونه يد شحيحة تحويه، فلا يزال اللَّه يلطف بذلك الطفل حتّى تعظم رغبة النّاس إليه، لست بالّذي تعطي، و لكنّ اللَّه يعطي من يشاء ما يشاء.

و اذ قلت: إنّما أجمع المال لتشييد السلطان، فقد أراك اللَّه عبرا في بني اميّة ما أغنى عنهم ما جمعوا من الذّهب و الفضة و أعدّوا من الرّجال و السّلاح و الكراع حين أراد اللَّه بهم ما أراد.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست