responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 50

الايمان؟ فأجاب 7 بأنّ‌ الايمان على أربع دعائم‌، و ظاهره أنّ إقامة هذه الدعائم الأربعة شرط وجود الايمان، و لا يمكن اقامته على ثلاثة منها أو اثنتين منها، و قوّة الايمان و ضعفه يقاس بقوّة هذه الدعائم و ضعفها، لا بتمامها و نقصانها.

فأوّل الدعائم‌ الصبر، و هو المقاومة تجاه المكاره و تحمّل المشاق لنيل المقاصد و يبدأ من الاشتياق نحو المقصد الأعلى، و الاشتياق يتضمّن فراق المحبوب و يستلزم تحمّل ألم وجدة ربما يصل إلى مقام العشق و الوله، فلا بدّ من الصّبر دون ذلك و أمّا الخوف و الزهد و الترقب الّذى فسّره بانتظار الموت و التهيّأ له فالام كلّها.

و فسّر الصبر في الاشتياق بأنّ‌ الشوق إلى الجنّة و هو المقصد المتعارف لأهل الايمان ملازم لمفارقة كلّ‌ الشهوات‌ المادّية و الطبيعية و مزاولة الرياضات، فيحتاج إلى صبر ثابت و أكيد فهو أشدّ ألما من الخوف و الاشفاق الّذي يلازم اجتناب‌ المحرّمات‌ فحسب، لأنه ليس كلّ محرّم من‌ الشهوات‌، كما أنّ كلّ الشهوات ليست من‌ المحرّمات‌.

فالصّبر هو ما يعبّر عنه في لسان أرباب الحكمة بالعفّة و اعتبروها أحد الأركان الأربعة لاستكمال النّفس و هي: الحكمة، و العفّة، و الشّجاعة، و العدالة و فسّروا العدالة بأنها الامساك عن الشره في فنون الشهوات المحسوسة و عدم الانقياد للشهوة و قهرها و تصريفها بحسب الرأى الصحيح و مقتضى الحكمة المذكورة، فالعفّة عند الحكماء صورة حاصلة للنفس الانسانية بتعديل القوّة الشهوية و تقييدها بما حكم به العقل الصحيح و قرّره الشرع الصريح، و لكنّ الصبر على ما فسّره 7 بين شعبه أعمّ و أتمّ ممّا ذكره الحكماء في هذا المقام.

و أمّا اليقين الّذى هو الحكمة المتعالية النظرية عند الفلاسفة، فيحتاج إلى‌ فطنة بصيرة و نظر ثاقب في العواقب يخرق حجاب المادّة و ينفذ إلى ما وراء العالم المحسوس المحدود، و وجدان تيقّظ يتأثر من الامور و دراسة لأحوال الامم السالفة الناجية منها و الهالكة، و هذه كلّها دروس القيت في ضمن آيات القرآن الكريمة.

و قد رتّب 7 هذه الامور و جعلها درجات متتالية يصعد السالك فيها من‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست