الأوّل هو عليّ بن ابراهيم، عن أبيه، و
محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى و عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن
خالد جميعا عن الحسن بن محبوب- إلخ.
قال المجلسي
رحمه اللَّه في شرحه: و هو صحيح و هو من تتمّة الخبر السابق، و هو مرويّ في الكتب
الثلاثة بتغيير نشير إلى بعضه، قال في النّهج: سئل عليّ 7 عن الإيمان، فقال: الإيمان على أربع دعائم.
قال ابن
الميثم: أما الايمان فاعلم أنه أراد الايمان الكامل، و ذلك له أصل
و له كمالات بها يتمّ أصله، فأصله لهو التصديق بوجود الصانع تعالى و ماله من صفات
الكمال و نعوت الجلال- إلخ.
أقول:
الاسلام حقيقة مركّبة قولا و فعلا، أمّا بالنظر إلى القول فهو مركّب من الشهادتين:
التوحيد و النبوّة كلمتي أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، و أشهد أنّ محمّد رسول
اللَّه، و أمّا فعلا فهو فروع الدّين المقررة فله سبعة أسهم كما في الحديث.
أمّا الايمان
فهو حقيقة بسيطة و عقيدة جازمة قلبيّة و نور يتشعشع من باطن الانسان و ينبسط على
مشاعره و أعضائه، فله قوّة و ضعف و يعتبر له بهذا النظر درجات اشير إلى أنها عشر
درجات في بعض الأخبار.
ففي الكافي
عن عبد العزيز القراطيسى قال: قال لي أبو عبد اللَّه 7:
يا عبد
العزيز الإيمان عشر درجات بمنزلة السّلّم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة فلا يقولنّ
صاحب الواحدة لصاحب الاثنين: لست على شيء حتى ينتهي إلى العاشرة فلا تسقط من هو
دونك فيسقطك من هو فوقك و إذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه اليك برفق و لا
تحملن عليه ما لا يطيق فتكسّره فانّ من كسّر مؤمنا فعليه جبره.
و ما ذكره
7 في هذا الحديث من الدعائم و الشعب فهى باعتبار مباديه و آثاره و بسطه
على المشاعر الانسانية و وجدان الانسان و أخلاقه، و بتعبير آخر فسّر 7
في هذا الكلام الايمان من وجهته الأخلاقية و العلمية و وصفه توصيفا بليغا.
و الظّاهر
أنّ السؤال ليس ما هو الايمان؟ بل كيف الإيمان؟ أو على ما هو