responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 51

درجة إلى درجة عليا، فمهما لم يتحصّل للانسان‌ فطنة بصيرة وقّادة لا يتبيّن‌ له الحكمة و لا يقدر أن يقدر الموازين الصحيحة للحقائق و الدلالة على حصول هذه الدرجة هو العبرة و التأثر عن أحوال الماضين، فقوّة الايمان و ضعفه يدور مدار قوّة العقل و ضعفه، فقد ورد في باب العقل و الجهل أخبار كثيرة في ذلك نذكر شطرا منها:

1- سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد اللَّه 7: من كان عاقلا كان له دين، و من كان له دين دخل الجنّة.

2- عن محمّد بن سليمان الديلمى، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد اللَّه 7:

فلان من عبادته و دينه و فضله كذا، فقال: كيف عقله؟ قلت: لا أدرى، فقال: إنّ الثواب على قدر العقل، إنّ رجلا من بنى إسرائيل كان يعبد اللَّه في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر ظاهرة الماء، و أنّ ملكا من الملائكة مرّ به فقال: يا ربّ أرني ثواب عبدك هذا، فأراه اللَّه ذلك فاستقلّه الملك، فأوحى اللَّه إليه أن اصحبه، فأتاه الملك في صورة إنسيّ فقال له: من أنت؟ قال: أنا رجل عابد بلغنى مكانك و عبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد اللَّه معك، فكان معه يومه ذلك فلما أصبح قال له الملك: إنّ مكانك لنزه و ما يصلح إلّا للعبادة، فقال له العابد:

لمكاننا هذا عيب، فقال له: و ما هو؟ قال: ليس لربنا بهيمة فلو كان له حمار لرعيناه في هذا الموضع فانّ هذا الحشيش يضيع، فقال له الملك: ليس لربك حمار، فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش، فأوحى اللَّه إلى الملك إنما اثيبه على قدر عقله.

كما أنّ العدل يحتاج إلى‌ فهم‌ القوانين الصحيحة و الاحاطة بحقائقها مقرونا بحسن إجرائها و الدّفة في تطبيقها على مواردها، فلا بدّ من‌ فهم‌ غوّاص و علم‌ غوار للحقائق و احكام قضائية زاهرة صريحة، و حلم‌ ثابت في مقام إجرائها بين الخليقة، و قد أشار 7 إلى شخصية قاض عادل و حاكم ربانىّ بأنه لا يقصّر في اموره و يعيش بين‌ النّاس‌ محمود الخصائل و الفضائل، و نذكر هنا أخبارا في‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست