(322) و
قال 7 في صفة المؤمن: المؤمن بشره في وجهه و حزنه في قلبه، أوسع شيء
صدرا، و أذلّ شيء نفسا، يكره الرّفعة، و يشنأ السّمعة، طويل غمّه، بعيد همّه،
كثير صمته مشغول وقته، شكور صبور، مغمور بفكرته، ضنين بخلّته، سهل الخليقة، ليّن
العريكة، نفسه أصلب من الصّلد، و هو أذلّ من العبد.
الاعراب
المؤمن مبتدأ
و بشره مبتدأ ثان، و قوله: في وجهه ظرف مستقر خبر لقوله بشره و الجملة خبر المبتدأ
الأوّل، صدرا تميز لفعل التفضيل. طويل غمّه خبر بعد خبر لقوله: المؤمن، و كذلك ما
وقع بعده من المفردات المرفوعة، و يمكن اعتبارها خبرا لمبتدأ محذوف يقدّر بلفظة هو
نفسه أصلب من الصلد، مبتدأ و خبر و الجملة خبر بعد أخبار قبلها. و هو أذلّ من
العبد، جملة حاليّة.
المعنى
وصف 7 المؤمن في كلامه هذا وصفا أثريا و عرّفه تعريفا بخواصّه و آثاره
و هو تعريف بالرّسم في اصطلاح علماء المنطق يتركّب من خاصّة الشيء، و قد يتركّب
من عرضين عامّين يكونان بمجموعهما خاصّة للشيء المعرف كتعريف الانسان بأنه ماش
مستقيم القامة، و هذه الصّفات بمجموعها عرض خاصّ للمؤمن لا توجد في غيره و إن كان
كلّ واحد منها أو بعضها تعمّه و غيره، و هى ثمانية عشر نزّلها ابن ميثم إلى ستّة
عشر بدرج قوله: و يشنا السمعة، في قوله: و يكره الرّفعة، و درج
قوله: و هو أذلّ من العبد، في قوله 7: نفسه أصلب من
الصّلد.