responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 379

و قال قوم: إنّه ليس باشارة إلى أخ معيّن، و لكنّه كلام خارج مخرج المثل، و عادة العرب جارية بمثل ذلك مثل قولهم في الشعر: فقلت لصاحبي و يا صاحبي، و هذا عندي أقوى الوجوه.

أقول: على ما جعله هذا الشارح وجيها يكون 7 في هذا الكلام مبتكرا لفنّ هام في الأدب العربي، و هو فنّ إنشاء المقامات و هو أشبه بما شاع في هذه العصور الأخيرة بفنّ رومانتيك أو الروايات التمثيليّة في الأدب العربي و مبناه على إنشاء قصّة و إبداع رواية تتضمّن تصوير هدف تعليمى أو انتقادي في أفكار القرّاء.

و قد شاع و نضج إنشاء المقامات في القرن الرابع الهجري، و مهر فيه الاستاذ الشهير بديع الزّمان من أهالي همدان و خريجى مكاتب و جامعات خراسان في ذلك الزمان، فحكى عنه أنّه ارتجل أربعمائة مقامة بقى منها خمسون مقامة طبعت و نشرت.

ثمّ برع بعده في هذا الفنّ الاستاذ الحريرى أبو محمّد القاسم بن عليّ بن محمّد بن عثمان الحريري البصرى الحرامي.

فكان 7 استاذ هذا الفنّ من الأدب العربي كسائر فنونه من النحو و البلاغة و كان هدفه في مقامته هذا توصيف الأخ المؤمن الّذي ينبغي التّاخى معه في سبيل اللَّه فعدّ له أربع عشرة صفة:

1- صغر الدّنيا بعينه‌ و عدم توجّهه إليها في المال و الجاه و غيرهما.

2- عدم توجّهه إلى لذّة المأكل و المشرب و عدم تسلّط الشهوة عليه.

3- اجتنابه عن كثرة الكلام، و لزومه الصمت في‌ أكثر الأيّام.

4- لا يتكلّم إلّا بما هو الحقّ و النافع للخلق، فيغلب على الناطقين، و يشفى‌ غليل‌ السامعين.

5- يمشى على الأرض هونا كما وصف اللَّه به عباده، فيكون‌ ضعيفا في الظاهر و مستضعفا.

6- يكون شجاعا عند الجهاد في سبيل الحق.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست