لهذا العامل به أعظم النّاس راحة في
منفعة، و التّارك له الشّاكّ فيه أعظم النّاس شغلا في مضرّة، و ربّ منعم عليه
مستدرج بالنّعمى، و ربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى، فزد أيّها المستمع في شكرك، و
قصّر من عجلتك، و قف عند منتهى رزقك.
الاعراب
و إن عظمت
حيلته: إن هذه تسمّى و صليّة و معناها ثبوت الحكم على أيّ حال و لم يحل: مجزوم بلم
من حال يحول، راحة منصوب تميزا لقوله أعظم النّاس رافع للابهام عن النسبة، في
منفعة ظرف مستقرّ حال عن قوله أعظم، و هكذا قوله: شغلا في مضرّة. ربّ منعم ظرف
مستقرّ خبر مقدّم لقوله: مستدرج بالنعم، و هكذا الجملة التالية.
المعنى
نبّه 7 في هذا الكلام إلى ذمّ الحرص على طلب الرّزق و الاكباب عليه كما هو عادة
النّاس، و أكّد على أنّ مزيد الطّلب و تحمّل التّعب لا يغيّران الرّزق المقسوم
الّذي عبّر عنه بما سمّى في الذكر الحكيم، و هذا اللّقب ينطبق على القرآن فانه
ذكر كما قال عزّ و جلّ: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ
لَحافِظُونَ و حكيم كما قال عزّ من قائل: يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ و قد ورد
فيه إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ الدالّ على
الحصر المبين و أنّه لا رازق غيره تعالى و لا قدرة للرّزق من دون إرادته. فالمقصود
من التّسمية في الذكر الحكيم هو ضمانته من اللَّه على الاطلاق كما في غير
واحد من الأخبار. فعن عليّ 7 كما في خماسيّات الاثنى عشريّة: إنّ
اللَّه قسّم امور العباد على خمسة، و كلّ منها خمسة: خمسة بالقضاء و القدر:
الرّزق، و الولد، و السلطان و التزويج، و العمر.