حرّفوا مجرى أحكام الدّين، و غيّروا
الحقائق باتّباع الهوى أو بسبب الجهل بها، و هو يتلهّف على هذا الانحراف و
الانعطاف الجاهلي الّذي يرجع بالاسلام قهقرى و يوقف سيره نحو الدّرجات العلى، فما
لبث المسلمون رويدا حتّى ظهر بأسهم بينهم و تفرّقوا في مذاهب شتّى. قال الشارح
المعتزلي: و إنّما كان يمنعه من تغيير أحكام من تقدّمه اشتغاله بحرب البغاة و
الخوارج، و إلى ذلك يشير بالمداحض
الّتي كان يؤمل استواء قدميه منها، و لهذا قال لقضاته «اقضوا كما كنتم تقضون حتّى
يكون للناس جماعة». اقول: و يشعر كلامه هذا بما في الامّة من التفرقة و الشتات حين
تصدّى الأمر و أفاد أنّه لا جماعة للمسلمين آئذ حتّى ينظر في اصلاح امور الدّين، و
لم يكن مداحضه البغاة و الخوارج حسب، بل اعتزال أمثال اسامة بن زيد و عبد اللَّه
بن عمر و سعد بن مالك الذي تقدّم ذكره، و ما في قلوب أصحابه من النّفاق و الطّمع
في الدّنيا أشدّها.
الترجمة
فرمود: هر
آينه اگر دو پايم از اين لغزشگاهاى خطرناك بريد و بر جا ماندم چيزهائي را ديگرگون
خواهم كرد.
الثانية و
الستون بعد المائتين من حكمه 7
(262) و قال
7: اعلموا علما يقينا أنّ اللَّه لم يجعل للعبد و إن عظمت حيلته، و
اشتدّت طلبته، و قويت مكيدته أكثر ممّا سمّى له في الذّكر الحكيم، و لم يحل بين
العبد في ضعفه و قلة حيلته، و بين أن يبلغ ما سمّى له في الذّكر الحكيم، و العارف