فظهور الفتن و نشوب الحروب بين المسلمين
ناش عن اعتزال هؤلاء الخاذلين، حيث إنهم لو نصروا عليّا 7 يغلب على
الباطل فيدمغه و لا يتجرّء أمثال معاوية على القيام في وجهه و الايذان بحربه، و لو
نصروا الباطل ربما صار عذرا لعليّ 7 فتخلّى عن تصدّى الزعامة الّتي
أكرهوه عليها كما في أيّام أبي بكر و عمر، فانه لم يتصدّ للزعامة إلّا بعد ضغط
شديد من العامّة.
فاعتزال
هؤلاء منقصة روحية و فقدان عقيدة و إيمان معنويّة لا عيب فوقه و سبب لبروز الحرب و
نشوب القتال بين فئتي الحقّ و الباطل، فاعتقد أنّ تحت هذه
الجملة لهيبا حرّاقا في قلبه اللطيف الربانى وجّهه على هولاء بهذه الجملة الموجزة.
الترجمة
در باره آنان
كه از جهاد با وى كناره گرفتند فرمود: حق را واگزاردند و بباطل هم يارى ندادند.
نه دنبال حقّ و، نه جوياى باطل
تو انسان نهاى، پيكرى هستى از گل
الثامنة
عشرة من حكمه 7
(18) و قال
7: من جرى في عنان أمله، عثر بأجله.
اللغة
(الأمل)
الرّجاء، أمل يأمل أملا و أمّل تأميلا: رجاه- المنجد.
المعنى
فسّر
اللّغويّون الأمل بالرّجاء، و لكن الأخبار مملوءة بذمّ الأمل و مدح
الرّجاء، فيظهر أنه بينهما فرق بيّن من ناحية الأخلاق، و قد ذمّ 7 في
هذه الجملة الأمل مطلقا و لم يقيّده بطول الأمل كما في بعض الأخبار، فالأمل توقّع
ما لا ينبغي و لم يحسن مابه و لم يتهيّأ أسبابه، بخلاف الرّجاء فانه توقّع ما
ينبغي