(251) و
قيل: إنّ الحارث بن حوط أتا عليّا 7 فقال له: أ تراني أظنّ أنّ أصحاب
الجمل كانوا على ضلالة؟. فقال 7: يا حار، إنّك نظرت تحتك و لم تنظر
فوقك فحرت إنّك لم تعرف الحقّ فتعرف أهله، و لم تعرف الباطل فتعرف من أتاه، فقال
الحارث: فإني أعتزل مع سعد بن مالك و عبد اللَّه بن عمر فقال 7: إنّ
سعدا و عبد اللَّه بن عمر لم ينصرا الحقّ و لم يخذلا الباطل.
الاعراب
استفهام
إنكارى أ تراني أظن: استفهام إنكارى، و أظنّ جملة مع مفعوليه مفعول ثان لقوله:
تراني، تحتك:
جرّد عن الظرفية و جعل مفعولا به لقوله نظرت أي نطرت الأسافل.
المعنى
هذا الرّجل
تكلّم بحضرته كلاما ملؤه الضلالة و الحيرة، فأجابه 7 بوجه خطأه
لعلّه يرجع عن غيّه فقال: إنك تنظر إلى سافل الوجود و درك الطّبيعة المحدود
و لم ترفع رأسك و تفتح عين قلبك لترى المعالي و تسمع نداء الحقّ فتعرف أهله و تميّزهم
من أهل الباطل.
و لما التجأ
السائل المعاند إلى الاعتزال و الالحاق بسعد بن أبي وقاص و عبد اللَّه ابن عمر و
عرض على حضرته متابعة صحابيّين مهاجرين من الصّدر الأول و ظنّه قدّم إلى حضرته
ملجأ وثيقا و اتّبع طريقا مستقيما.
أجابه 7 بما كشف عن حالهما كنايه و كنّى عن ضلالهما بقوله: [إنّ سعدا و عبد اللَّه
بن عمر لم ينصرا الحقّ ...] إنّ سعد بن مالك