اتيح مبنيّ
للمفعول من أتاح يتيح، و الأبعد نائب الفاعل مرفوع.
المعنى
كلّ موجود له
أثر و يترتّب عليه غرض في نظام التكوين، فالموجودات كلّها كلمات اللَّه و ليس في
كلماته كلمة مهملة من الذرة إلى الدّرة، و كلّ فرد من أفراد الانسان عضو في عالم
الكون و جزء مؤثّر في الاجتماع البشري أيّا من كان من عامل و زارع و تاجر و عالم و
وصيّ و نبيّ، فنظام الخلقة يقتضى ظهور ماله من الأثر بماله من الاستعداد و الثمر،
و ينبغي أن يثمر كلّ موجود في محيط وجوده و كلّ إنسان في عشيرته و أقربائه، و لكن
يشترط أن يكون المحيط مستقبلا لذلك و الأقرباء مستعدّون للاستفادة من هذا الفرد،
فان رفضوه و طردوه يهيّأ له مناخا يثمر فيه و يؤثّر أثره.
و في هذه
الجملة إشارة و عتاب إلى قريش في مكّة حين ضيّعوا النبيّ 6 و
طردوه و لم يستفيدوا من مقام نبوّته و لم ينصروه في بثّ دعوته، فاتيح له من قبائل
أوس و الخزرج الأبعداء أن ينصروه و يأزروه حتى بثّ دعوته و استكمل رسالته.
و إلى قريش و
أتباعهم في المدينة حيث رفضوا ولايته و إمامته بعد وفاة النّبيّ 6 و تركوه فاتيح له أنصار من الموالى و سائر العرب حتى بثّ دعوته و أظهر
إمامته في الجمل و صفّين، و بثّ تعاليمه العالية في الكوفة بين أظهر سائر الملل.
الترجمة
هر كه را
نزديكانش بدور اندازند، بيگانگانش سر رسند و بنوازند.