و قادة الملل من أقدم عصور التاريخ و
أسبق أدوار توجّه أهل الرّشاد و الإرشاد إلى بثّ فنون التربية لبني الإنسان.
فان كانت
فلسفة بوذا أو كنفوسيوس أو تعاليم الكتاب المقدّس أو نظريات الفلاسفة المعاصرين و
قادة البشر المتأخّرين تلخّص في كلمات جامعة، لما يقارن أعشار ما حواه حكم مولانا
عليّ بن أبي طالب 7، و لما يقارب عمقه و دقّته في تعاليمه الأخلاقيّة و
الإرشاد إلى دقائق الحكمة العمليّة الّتي لا بدّ لبني الانسان أن يفهمها و يمارسها
و ينقش لبه على منوالها ليتحصّل له اجتماع راق عادل يلمس الطمأنينة و الارتياح على
أساس متين.
و ممّا يلزم
التوجّه إليه هنا أنّ هذه الحكم منقولة على وجه الارسال كسائر ما جمعه في هذا
الكتاب و يصعب بل يتعذّر الفحص عن اسناد متسلسل يثبت صدورها عنه 7 إلّا
ما شذّ منها من رواية مسندة في غير هذا الكتاب أو جمل ربّما اقتطفت و قطعت من بعض
الخطب أو الكتب المسندة، و هي قليلة جدّا و لكن يسهّل هذا الخطب امور:
1- أنّ هذا
الحكم لها قيم أخلاقيّة و تربوية يؤيّدها العقل السليم و يستقبلها الخلق العميم
بالقبول، و هذا التأييد يقوم مقام الدرس الاسنادي المصطلح.
2- أنّ جلالة
قدر ناقلها و هو السيّد الرّضي رحمه اللَّه يكفى في الوثوق على صحّة صدورها عنه
7، فانّ السيّد رحمه اللَّه من أهل البيت بل من صميم بني هاشم و
ذروتهم، و هم أدرى بما فيه مع قرب عهده بمعهد هذا الحكم و طول باعه في النقد
الاسنادي و الأدبي و وفور أنسه بما صدر عنهم : و كثرة المصادر المودعة
فيه هذا الحكم في عصره من كتب التاريخ و الرسائل، و وفور الأساتيد و المشايخ و
الوسائل كما أنّ روات الحديث اعتمدوا على مراسيل غير واحد من الأصحاب كابن أبي
عمير رحمه اللَّه في إثبات الأحكام الفرعيّة و عملوا برسالة عليّ بن بابويه مع فقد
مستند آخر للحكم و الفتوى للوثوق بنقدهم و الاعتماد عليهم.
3- جلّ هذا
الحكم لولا كلّها بمنزلة الأمثال السائرة الّتي تكون وليدة