لك، مع أنها صوّرت لك من نفسها أبشع صور
النفور و الرّدع عن التقرّب بها.
فتعرّض 7 لأنكى مصائب الدّنيا و أفجع حالة منها و هو النظر إلى قبور الاباء و مراقد
الامّهات تحت الثرى، و في مرض الموت حين يتململون من الوجع و
يلتمسون النجاة بكلّ جزع، فيطلب الابن علاجهم و يركض وراء الطبيب و الادواء
لشفائهم فلا يغني عنهم شيئا.
ثمّ نبّه
7 على أنّ ما يراه الإنسان من مرض الموت في أبيه و امّه و ما يؤول حاله
إليه من الهلاك و الدفن تحت التراب مقدّر له و مصوّر تجاه عينه بالنسبة إلى نفسه،
و كفى بذلك عبرة لكلّ أحد.
ثمّ بيّن
طريق الاستفادة من الدّنيا و أنها تعاون على السعادة في العقبى و مدحها
بأوصاف حميدة عدة:
1- دار صدق
لمن صدقها.
2- دار
عافية لمن فهم عنها.
3- دار غنى
لمن تزوّد منها.
4- دار
موعظة لمن اتّعظ بها.
5- مسجد
أحبّاء اللَّه، و مصلّى الملائكة، و مهبط الوحى، و متجر الأولياء اكتسبوا فيها
الرّحمة، و ربحوا فيها الجنّة.
ثمّ اعتذرت
عن الدّنيا بأنها طلبت الفراق و أخبرت عن فنائها مع أهلها و صورت عذاب
الاخرة و سرور الجنّة و قامت واعظة بليغة لأبنائها بحوادث العافية و
الفجيعة المتبدّلة ليلا و نهارا، و كفى بذلك وسيلة للترهيب عن الشرّ و الترغيب إلى
الخير و التخويف و التحذير عن ارتكاب المعاصي.
4- دواء نافع
لرفع الكسل و الاهمال العارض لكثير من الأشخاص و خصوصا الشبّان في هذا الزمان
فيفقدون نشاطهم و يقطعون رجائهم عن الحياة و يتنفّرون من الدّنيا حتّى يقدمون على
الانتحار و قتل النفس.
و قد توجّه
علماء علم النفس إلى نفخ روح النشاط و الرّجاء بالحياة في عروق هؤلاء و توسّلوا
بكلّ وسيلة تبليغيّة، و حكمته هذه من أحسن الوسائل و أنجع