الهجوم على العدوّ اللّدود لدفعه، و كلّما
لا يلائم عدوّ كالبلاء و هجران الأصدقاء و مفارقة الأقرباء و ترك التمتّع بما
اشتهاه الانسان (و الصبر) هو
المقاومة تجاه عدوّ المكاره و البلايا، فحقيقة
الشجاعة هو الصّبر، و هو من الصفات الممدوحة الّتي ورد في الحثّ عليها آيات الكتاب و
مستفيض السنّة بغير حساب.
(و الثروة) المال و
المتاع المصروفان في إنجاز الحوائج، و الزاهد هو الّذي ترك الحوائج العادية و رغب
عنها و كرهها، فيتحصّل بالزهد للزاهد ما يحصّله غيره بصرف الثروة مضافا إلى أنّ
الزاهد في راحة عن تحصيل الحاجة و عواقبها، فمن صرف الدّينار و الدرهم في تحصيل
غذاء لذيذ تعب نفسه بتحصيله و تحمّل ألم ما يعقبه من البطنة و الكسل و الدّفع، و
ربّما بعض الأمراض، و لكن الزاهد في راحة عن ذلك كلّه، فالزهد ثروة بلا تعب.
(و الورع) هو التحرّز
عما يضرّ عاجلا أو آجلا فهو (جنّة) دون أيّ بلية و عاهة
في الدّنيا، و دون أيّ عذاب و عقوبة في الاخرة.
(و الرّضا) هو حسن
الاستقبال عمّا يعرض للانسان في كلّ حال من حيث لا يقدر على تغييره بتدبيره، فمن
تلبّس بالرّضا تجاه ما قدر و قضى فقد قرن بما حسن حاله في كلّ حين، و جعل لنفسه من
نفسه رفيقا يفيض السرور في قلبه.
(و العلم) فطري و هو
موهبة إلهيّة الهم على قلب العالم بعناية اللَّه، أو اكتسابي اوحى إليه بعد تحصيل
مقدّماته المفضية إليه، و التعبير عنه بأنّه (وراثة) تشير إلى
أنّ العلم و هو النور الساطع من باطن العالم ينكشف به الأشياء
المجهولة لديه، موهبة من اللَّه و إن تكلّف تحصيل مقدّماته في العلوم الاكتسابيّة،
فهو كالرزق للأبدان بذله اللَّه لكلّ من يستحقّه مؤمنا كان أو غيره، إلّا ما كان
من العلوم الإلهيّة و المعارف القدسيّة الّتي تختصّ بالمؤمن و من يرد اللَّه أن
يهديه.
و الإرث ما
يتحصّل للوارث بلا عوض، و بهذا الاعتبار عبّر عنه بالوراثة و ليس المقصود أنّ
العلم ميراث من العلماء و الأساتذة، كما في الشرحين لابن ميثم و ابن أبي الحديد،
فانّ العلم أعمّ، و المقصود أتمّ.