السّكوني، عن أبي عبد اللَّه 7 قال: قال رسول اللَّه 6: كاد الفقر أن يكون كفرا، و
كاد الحسد أن يغلب القدر.
و قد وصف
عليّ 7 الفقر في هذه العبارة بطبعه المؤثر في الفقير
بالنظر إلى الاجتماع، فانّ النّاس عبيد الدينار و لا ينظرون إلى الفقير إلّا بعين
الاحتقار و لا يتوجّهون إلى كلامه و حجته و إن كان حقّا و يؤثّر هذا الأمر في
الفقير فلا نشاط له في إظهار حجّته عند المخاصمة حتّى كأنّه أخرس، و نعم ما قيل:
فصاحة سحبان و خطّ ابن مقلة
و حكمة لقمان و زهد ابن أدهم
لو اجتمعت في المرء و المرء مفلس
فليس له قدر بمقدار درهم
و قد بيّن
7 سوء أثر الفقر بأبلغ بيان في الفقرة التالية و هي قوله 7:
(و المقلّ غريب في بلدته) و إن يمكن
التفريق بين الفقير و المقلّ حيث إنّ الفقير من أظهر حاجته للنّاس، و المقلّ ربّما يظهر
الغناء و الاستغناء و لكنّ النّاس لا يفرّقون بينهما، فانّهم غالبا كالذباب يدورون
حول الحلوى، فإذا كان الانسان مقلّا لا يقدر على جلبهم ببذل المال يعرضون عنه و لا
يتقرّبون إليه و لا يسألون عن حاله و لا يتوجّهون إليه، و بهذا النّظر يصير غريبا
و إن كان في بلدته و بين عشيرته، فانّ الغريب من لا يتوجّه إليه
و لا يسأل عن حاله، و نعم ما قال:
لا تظن أنّ الغريب هو النائي
و لكن الغريب المقلّ
و تلحق
الفقرة التالية و هو قوله 7 (و العجز آفة) بهاتين الفقرتين
فانّ العجز في الانسان نوع من الفقر و الاقلال لأنّه عوز ما يحتاج إليه
في العمل و إنفاد الامور الدّنيويّة أو الدّينية، فكما أنّ الفقر و عدم المال نوع
من العجز حيث إنّ الفقير لا يقدر على إنفاد الأمر المحتاجة إلى بذل المال، فهو
عاجز عن كثير من الأعمال أىّ عاجز، فكذا العاجز الجسمي مثل الأعمى و الزمنى و
الأشل، و العاجز النّفساني كالسفيه و الكسلان لا يقدر على كثير من الأعمال، فهو
كمن عراه مرض أو عاهة منعته عن العمل.
(الشجاعة) هي المقاومة تجاه
العدوّ المهاجم و دفع هجومه بما تيسّر، أو