responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 113

هيهات‌ هيهات، قد باينتك‌ ثلاثا لا رجعة لى فيها، فعمرك‌ قصير، و خطرك حقير آه من قلّة الزاد، و بعد السّفر، و وحشة الطريق‌، فبكى معاوية و قال: رحم اللَّه أبا حسن، كان و اللَّه كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها.

أقول: من أخبث مكائد معاوية بعد تسلّطه على الكوفة و سيطرته على أصحاب أمير المؤمنين أن يجلبهم إلى الشّام بشتّى الوسائل من دعوة وديّة أو تهريب من ظلم عمّاله أو تهديد أو غير ذلك من الوسائل ثمّ يحضرهم في حفلته الغاصّة بالرّجال و يسألهم عن وصف عليّ 7 حتّى يذكروا له عيبا بحضرة الناس و يتّهموه فيستفيد من كلامهم لتأييد سياسته.

و ممّن وقع في حبالته ضرار بن ضمرة و كان من خواصّ عليّ و من أهل الزهد و العبادة فأمره بتوصيف عليّ 7، و قد وصفه ضرار بهذا الوصف البالغ في الخطورة من نواح شتّى، معرضا بذلك على معاوية و ناصحا و واعظا له، و نشير إلى بعض ما ذكره رضوان اللَّه عليه:

افتتح ضرار رضوان اللَّه عليه توصيفه لعليّ 7 بأنّه (كان بعيد المدى) أي عالي الهمّة ناظر إلى المعالي القدسيّة، و تارك للأهواء الخسيسة المادّية مع شدّة قواه المعنوية، و نواياه الملكوتية، و كأنه إشارة إلى قوله تعالى في سورة النجم «علّمه شديد القوى» و هو وصف جبرئيل حامل الوحي إلى النّبيّ 6 (يقول: فصلا) أي ينطق بما هو الحقّ الصّريح، مأخوذا من الوحي الصحيح و كأنه إشارة إلى قوله تعالى في سورة الطّارق‌ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَ ما هُوَ بِالْهَزْلِ‌ و كان يحكم بالعدل لا يخالطه جور و باطل، منبع ذخّار للعلم قولا و عملا و بحر ضخم للحكمة من كلّ ناحية، زاهد في الدّنيا متنفّر عنها، يطلب الخلوة و الانعزال عن أهل الدّنيا فيأوي إلى اللّيل و وحشته، هذه صفاته المعنوية العقليّة و الوجدانيّة.

ثمّ شرع في وصفه الظاهر فقال: يبكي‌ و يسيل الدّموع الغزيرة من خوف اللَّه‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست