(لا حان حينك) أي لا حضر وقتك، (تشوّفت)
الجارية أي تزيّنت- صحاح.
الاعراب
و قد أرخى
اللّيل سدوله، جملة حاليّة عن فاعل رأيته، و هو قائم يصلّي- إلخ حاليّة اخرى عن
المفعول الأوّل له و هو الضمير الثاني، قائم في محرابه، خبر هو، قابض، خبر ثان له،
يتململ- إلخ، حال عنه، يا دنيا، من باب المنادى المعرفة لا حان حينك، دعاء عليها
أي لا حضر وقتك كما تقول: لا كنت.
المعنى
(ضرار بن
ضمرة) قال في التنقيح: من خلّص أصحاب أمير المؤمنين 7 حسن
الحال، فصيح المقال، انتهى.
و ننقل هذه
الرّواية عن شرح المعتزلي بسند ثان فهو أوفى و أكمل قال:
و ذكر أبو
عمر بن عبد البرّ في كتاب الاستيعاب، هذا الخبر، فقال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمّد
بن يوسف، قال: حدّثنا يحيي بن مالك بن عائد، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن محمّد
بن مقلة البغدادي بمصر. و حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، قال: حدّثنا
العكلي، عن الحرمازى، عن رجل من همدان، قال: قال معاوية لضرار
الضبائي: يا ضرار صف لي عليّا، قال: اعفني يا أمير المؤمنين، قال:
لتصفّنه،
قال: أمّا إذا لا بدّ من وصفه، فكان و اللَّه بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا،
و يحكم عدلا، يتفجّر العلم من جوانبه، و تنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدّنيا
و زهرتها، و يأنس بالليل و وحشتها، و كان غزيرة العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من
اللّباس ما قصر، و من الطعام ما خشن، كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه، و ينبئنا
إذا استفتيناه، و نحن و اللَّه مع تقريبه إيّانا و قربه منّا، لا نكاد نكلّمه هيبة
له، يعظم أهل الدين، و يقرب المساكين، لا يطمع القويّ في باطله، و لا ييأس الضعيف
من عدله، و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله، و غارت
نجومه، قابضا على لحيته، يتململ تململ السّليم، و يبكي بكاء الحزين، و
يقول: يا دنيا غرّي غيرى، أبى تعرّضت؟ أم إلىّ تشوّقت؟