و نزعت يدك بلا ذمّ لك و لا تثريب
عليك، فلقد أحسنت الولاية و أدّيت الأمانة، فأقبل غير ظنين، و لا ملوم، و لا
متّهم، و لا مأثوم، فلقد أردت المسير إلى ظلمة أهل الشّام، و أحببت أن تشهد معي،
فإنّك ممّن أستظهر به على جهاد العدوّ، و إقامة عمود الدّين، إن شاء اللّه.
اللغة
(لا تثريب
عليك): لا لوم عليك و التثريب: الاستقصاء في اللّوم، (الظّنين):
المتهم، و
الظنّة: التّهمة و الجمع الظنن.
المعنى
عمر بن أبي
سلمة ربيب رسول اللّه 6، و أبوه أبو سلمة بن عبد
الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم يكنى أبا حفص: ولد في السّنة الثانية
من الهجرة بأرض الحبشة، و قيل: إنّه كان يوم قبض رسول اللّه 6
ابن تسع سنين. و أمّا النعمان بن عجلان الزّرقى من الأنصار من بني
زريق، قال ابن عبد البرّ:
كان النعمان
هذا لسان الأنصار و شاعرهم و هو القائل يوم السقيفة:
و قلتم حرام نصب سعد و نصبكم
عتيق بن عثمان حلال أبا بكر
و أهل أبو بكر لها خير قائم
و إنّ عليّا كان أخلق بالأمر
و إنّ هوانا في عليّ و إنّه
لأهل لها من حيث يدرى و لا يدري
أقول: و لعلّ
إحضار عمر بن أبي سلمة إلى جبهة صفّين باعتبار و جاهته و حرمته في
المسلمين حيث إنّه قرشي و مهاجر و من بني مخزوم و هم من سادات قريش يتنافسون بني
هاشم في السيادة و الشّرف.