من عبد اللّه
عليّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، أمّا بعد: فانّ الدّنيا دار تجارة، و
ربحها أو خسرها الاخرة، فالسّعيد من كانت بضاعته فيها الأعمال الصّالحة، و من رأى
الدّنيا بعينها، و قدّرها بقدرها، و إنّي لأعظك مع علمي بسابق العلم فيك ممّا لا
مردّ له دون نفاذه، و لكنّ اللّه تعالى أخذ على العلماء أن يؤدّوا الأمانة، و أن
ينصحوا الغويّ و الرّشيد، فاتّق اللّه، و لا تكن ممّن لا يرجو اللّه وقارا، و من حقّت
عليه كلمة العذاب، فإنّ اللّه بالمرصاد، و إنّ دنياك مستدبر عنك، و ستعود حسرة
عليك، فاقلع عمّا أنت عليه من الغيّ و الضلال، على كبر سنّك، و فناء عمرك، فانّ
حالك اليوم كحال الثوب المهيل الّذي لا يصلح من جانب إلّا فسد من آخر، و قد أرديت
جيلا، إلخ.
اللغة
(أرديت):
اوقعت في الهلاك و الضلالة، (جيلا): الجيل من الناس:
الصنف منهم
فالتّرك جيل و الروم جيل و الهند جيل، (نكصوا): أى انقلبوا (قياد): حبل يقاد به
البعير و نحوه، (المهيل) المتداعى في التمزّق و منه رمل مهيل أى ينهال و يسيل
(عوّل) على كذا، اعتمد عليه (فاء): رجع (المؤازرة): المعاونة.
الاعراب
كثيرا: صفة
للجيل و يدلّ على متابعة شعوب كثيرة لمعاوية في حرب عليّ 7 كاقباط
الشام و يهود من القاطنين فيها و غيرهم و غرضهم اشعال الحرب بين المسلمين و تضعيف
الدين ليحصّلوا حرّيتهم في أديانهم، تغشاهم الظلمات: فعليّة حالية، قيادك: مفعول
ثان لقوله «جاذب» و لا يتعدى باب المفاعلة إلى مفعولين على الاصول و يمكن ان يكون
منصوبا على التميز فتدبّر.
المعنى
تعرّض 7 في كتابه هذا لوعظ معاوية اتماما للحجّة عليه
و وفاء بما في