في نفاقهم و يعينهم على جورهم و شقاقهم
ممّن ينحرف عن الحقّ و يميل إلى الباطل لضعف عقيدته و رقّة ديانته و ايمانه.
فانظر إلى
أبي بكر المتحفّظ على الظاهر و المتظاهر بحفظ السيرة النبويّة قد اختار خالد بن
وليد المنحرف عن أهل بيت النبوّة و الحاسد الحاقد على مركز الولاية عليّ بن أبي
طالب أمير الامراء في حكومته و فوّض إليه قوّة السيف الاسلامي و لقّبه سيف اللّه و
سيف شهره رسول اللّه مع وجود مات من الأبطال في الأصحاب ممّن لهم القدمة في
الاسلام و الاخلاص و النصيحة، فارتكب خالد جنايات و فضائح في العالم الاسلامي
يقشعرّ الأبدان من سماعها.
و هذا عمر
استعمل على الكوفة و هى أحد الثغور الاسلاميّة الرئيسيّة بما لها من الوسعة
الشاملة من حدود نجد إلى تخوم خراسان مغيرة بن شعبة أحد أعداء أمير المؤمنين
الألدّاء، و هو رجل الجناية و الخيانة من عصره الجاهلي قد التجأ بالاسلام على أثر
جناية و خيانة فضيحة ارتكبها كما في سيرة ابن هشام «ص 213 ج 2 ط مصر» قال الزهري
في حديثه: ثمّ بعثوا إلى رسول اللّه 6 عروة بن مسعود الثقفي-
إلى أن قال: ثمّ جعل يتناول لحية رسول اللّه 6 و هو يكلّمه
قال: و المغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول اللّه 6 في الحديد
قال: فجعل يقرع يده إذا تناول لحية رسول اللّه 6 و يقول: اكفف
يدك عن وجه رسول- اللّه 6 قبل أن لا تصل إليك «أى المقرعة»
قال: و يقول عروة: ويحك ما أفظّك و أغلظك؟! قال: فتبسّم رسول اللّه 6 فقال له عروة: من هذا يا محمّد؟
قال: هذا ابن
أخيك المغيرة بن شعبة، قال: أى غدر، و هل غسلت سوأتك إلّا بالأمس، قال ابن هشام:
أراد عروة بقوله هذا أنّ المغيرة بن شعبة قبل إسلامه قتل ثلاثة عشر رجلا من بنى
مالك من ثقيف فتهايج الحيّان من ثقيف بنو مالك رهط المقتولين و الأحلاف رهط
المغيرة فودى عروة المقتولين ثلاث عشرة دية و أصلح ذلك الأمر، انتهى.
أقول: و كان
قتلهم غدرا لأخذ هداياهم الّتي أعطاهم ملك اليمن فأخذها