بسم اللّه
الرّحمن الرّحيم هذا ما أمر به عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين مالك بن الحارث
الأشتر في عهده إليه، حين ولّاه مصر: جباية خراجها، و جهاد عدوّها، و استصلاح
أهلها، و عمارة بلادها. أمره بتقوى اللّه، و إيثار طاعته، و اتّباع ما أمر به في
كتابه:
من فرائضه
و سننه، الّتي لا يسعد أحد إلّا باتّباعها، و لا يشقى إلا مع جحودها و إضاعتها، و
أن ينصر اللّه سبحانه بقلبه و يده و لسانه، فإنّه- جلّ اسمه- قد تكفّل بنصر من
نصره، و إعزاز من أعزّه. و أمره أن يكسر نفسه عند الشّهوات، و ينزعها [يزعها] عند
الجمحات فإنّ النّفس أمّارة بالسّوء إلّا ما رحم اللّه. ثمّ اعلم، يا مالك أنّي قد
وجّهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل و جور، و أنّ النّاس ينظرون من
أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك، و يقولون فيك ما كنت