فيها في أمن من الآفات و سلامة من
المكاره و الصدمات، و هذه من صفات الجنّة لأنّ من دخلها كان آمنا كما قال سبحانه:
ادْخُلُوها
بِسَلامٍ آمِنِينَ.[1] و هذا
لاغبار عليه و إنّما الكلام في أنّ الجنة التي أسكنه اللّه فيها هل هي جنّة
الدنيا.
و تفصيل ذلك
ما ذكره الفخر الرّازي، قال: اختلفوا في أنّ الجنّة المذكورة في الآية هل كانت في
الأرض أو في السّماء و بتقدير أنّها كانت في السّماء فهل هي الجنّة التي هي دار
الثّواب أو جنّه الخلد أو جنّة أخرى.
فقال أبو
القاسم البلخي و أبو مسلم الاصفهاني: هذه الجنّة كانت في الأرض و حملا الاهباط[2] على الانتقال من بقعة إلى بقعة، كما
في قوله تعالى:
اهْبِطُوا
مِصْراً و احتجا عليه بوجوه.
أحدها أنّ
هذه الجنّة لو كانت هي دار الثواب لكانت جنّة الخلد، و لو كان آدم في جنّة الخلد
لما لحقه الغرور من إبليس بقوله:
هَلْ
أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَ مُلْكٍ لا يَبْلى و لما صحّ قوله:
و ثانيها أنّ
من دخل هذه الجنّة لا يخرج منها، لقوله تعالى:
وَ ما هُمْ
مِنْها بِمُخْرَجِينَ.
و ثالثها أنّ
إبليس لما امتنع من السّجود لعن، فما كان يقدر مع غضب اللّه
[1] و هذه الاية و ان كان نزولها في صفة جنة الاخرة الا ان جنة
الدنيا طبقها في هذه و غالب الصفات فلا ضرر فى الاستشهاد بها مع اختيارنا فيما بعد
كون آدم في جنة الدنيا كما هو ظاهر، منه
[2] اى فى قوله تعالى و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو الاية، منه