أحدها أن
المراد من يوم الوقت وقت النّفخة الأولى حين يموت كلّ الخلايق و إنّما سمّي هذا
الوقت بالوقت المعلوم، لأنّ من المعلوم أنّه يموت كلّ الخلايق فيه، و قيل إنّما
سمّاه اللّه تعالى بهذا الاسم، لأنّ العالم بذلك هو اللّه تعالى لا غير كما قال
تعالى:
إِنَّما
عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ و قال: إِنَّ
اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ و ثانيها أنّ المراد من يوم الوقت المعلوم هو
الذي ذكره و هو قوله:
(إلى يوم
يبعثون) و انما سمّاه اللّه تعالى بيوم الوقت المعلوم لان إبليس لما عيّنه و أشار
إليه بعينه صار ذلك كالمعلوم، فان قيل: لما أجابه اللّه تعالى إلى مطلوبه لزم ان
لا يموت إلى وقت قيام السّاعة و بعد قيام القيامة لا يموت أيضا فيلزم أن يندفع عنه
الموت بالكليّة، قلنا يحمل قوله: إلى يوم يبعثون الى ما يكون قريبا منه، و الوقت
الذي يموت فيها كلّ المكلفين قريب من يوم البعث على هذا الوجه، فيرجع حاصل هذا
الكلام الى الوجه الأول.
و ثالثها أنّ
المراد بيوم الوقت المعلوم يوم لا يعلمه إلّا اللّه تعالى و ليس المراد منه يوم
القيامة انتهى.
أقول: و
المستفاد من بعض أخبارنا الوجه الأوّل، و هو ما روى في العلل عن الصّادق 7 أنّه سئل عنه فقال: يوم الوقت يوم ينفخ في الصّور نفخة واحدة فيموت إبليس
ما بين النفخة الاولى و الثّانية.
و من البعض
الآخر أنّه عند الرّجعة، و هو ما رواه القميّ باسناده عن أبي «ج 4»