اللّه بالانصراف عنها، فأمر عزرائيل
فاقشعرّت و تضرّعت فقال: قد أمرني ربّي بأمر أنا ماض سرّك ذاك أم سائك فقبض منها
كما أمره اللّه ثمّ صعد بها إلى موقفه فقال اللّه له: كما وليت قبضها من الأرض و
هو كاره كذلك تلي قبض أرواح كلّ من عليها و كلّما قضيت عليه الموت من اليوم إلى
يوم القيامة و مضمون هذه الرّواية مطابق لأخبار أهل البيت :، فانّ
الموجود فيها أيضا أنّ القابض هو عزرائيل و أنّه قبض
(من حزن الأرض و سهلها و عذبها و سبخها) أى من غليظها و
ليّنها و طيبها و مالحها، و هذه إشارة إلى أنّ القبضة المأخوذة من غير محلّ واحد
من وجه الأرض و يوافقه ساير الأخبار، و لعلّ ذلك هو السّر في تفاوت أنواع الخلق
لاستناده إلى اختلاف المواد و في بعض الأخبار أنّها اخذت من أديم الأرض أى من وجهها
و منه سمّي آدم و المراد أنّه جمع سبحانه من أجزاء الأرض المختلفة (تربة سنّها بالماء) أى مزجها به (حتى خلصت) أى صارت خالصة (و لاطها) أى ألصقها (بالبلة) أى بالرّطوبة (حتى لزبت) و اشتدت.
قيل: هاتان
الفقرتان إشارتان إلى أصل امتزاج العناصر و إنّما خصّ الأرض و الماء لأنهما الأصل
في تكون الأعضاء المشاهدة التي تدور عليها صورة الانسان المحسوسة (فجبل) (فجعل خ)
منها (صورة ذات أحناء و وصول) أى صاحبة جوانب و أوصال (و اعضاء
و فصول) أى جوارح و مفاصل.
و هاتان
إشارتان إلى خلق الصورة الانسانية و إفاضتها بكمال أعضائها و جوارحها و مفاصلها و
ما يقوم به صورتها (أجمدها حتى استمسكت، و أصلدها حتى صلصلت) أى جعلها جامدة بعد
ما كانت رطبة ليّنة حتّى صار لها استمساك و قوام، و جعلها صلبة متينة حتى صارت
صلصالا يابسا يسمع له عند النّقر صوت كصلصلة الحديد.
و قال بعضهم:
إنّ الصّلصال هو المنتن و كلام الامام 7 شاهد على فساده