الأئمة المعصومون سلام اللّه عليهم
أجمعين حسبما تعرفه مفصّلا إن شاء اللّه في موقعه المناسب.
و من العجب
العجاب أن الشّارح البحراني (ره) جعل الأمور المذكورة أوصافا لأهل النبيّ 6 الأدنين من بني هاشم كالعبّاس و حمزة و جعفر و عليّ ابن أبي طالب
:.
أقول: أمّا
عليّ 7 فمسلّم و أمّا العبّاس و حمزة و جعفر و نظراؤهم من ساير بني
هاشم فأين لهم قابليّة لحفظ سرّ اللّه أم أنّى لهم استعداد لأن يكونوا لجاء أمر
اللّه أم كيف لهم الاحاطة بكتب اللّه بل القابل لها و لساير الأوصاف المذكورة
إنّما هو آل اللّه و آل رسوله سلام اللّه عليه و عليهم الذين هم العروة الوثقى و
منار الهدى و أعلام التقى و كهف الورى، و هم الملجأ و المنجى.
و بالجملة
فاول الاوصاف المذكورة
ما أشار 7 إليه بقوله: (هم موضع سرّه) و المراد بالسّرّ علم لا يجوز إظهاره
للعموم و الأئمة : موضعه و مأواه و مستقرّه و مقامه و خزّانه و حفّاظه
لا يظهرونه أو لا يظهرون منه إلا ما يحتمل على من يتحمل إذ العموم لا يقدر على
تحمل أسرار اللّه سبحانه، و لذلك قال عليّ بن الحسين 8: لو علم أبو
ذر ما في قلب سلمان لقتله.
و في البحار
من كتاب السّيد حسن بن كبش باسناده عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّه 7: يا أبا محمّد انّا «إنّ ظ» عندنا سرّا من سرّ اللّه و علما من علم اللّه
لا يحتمله ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا مؤمن امتحن اللّه قلبه للايمان و اللّه
ما كلّف اللّه أحدا ذلك الحمل غيرنا، و لا استبعد بذلك أحدا غيرنا و إنّ عندنا
سرّا من سرّ اللّه و علما من علم اللّه أمرنا اللّه بتبليغه فبلغنا عن اللّه عزّ و
جلّ ما أمرنا بتبليغه ما «فلم خل» نجد له موضعا و لا أهلا و لا حمالة[1] يحملونه حتى خلق
[1] الظاهر ان الحمالة بتشديد الميم من صيغ المبالغة و التاء
للمبالغة كعلامة او للتانيث بتقدير موصوف مؤنث اى طايفة حملة ثم القابل لذلك العلم
باعتبارانه يوضع فيه يسمى موضعا و باعتبار انه مستعد لقبوله يسمى اهلا و باعتبار
انه يتحمله يسمى حمالة فهى بالذات واحد و بالاعتبار مختلف، صالح المازندرانى