قولهم أحرزت الشّيء إحرازا ضممته، و منه
قولهم: أحرز قصب السّبق إذا سبق إليها فضمّها دون غيره و (التّبادر) هو التّسارع،
و يتعدّى بإلى كما أنّ التّسارع كذلك يقال: سارعوا إليه و تسارعوا و (العائذين)
جمع عائذ بالياء المثنّاه و الذّال المعجمة و هو المستجير المعتصم الملتجي، و في
بعض النّسخ: العابدين بالباء الموحّدة و الدّال المهملة و الأوّل أقرب و (الوفادة)
كالافادة بقلب الواو همزة و الوفد و الوفود مصدر وفد كضرب يقال: وفد إلى الأمير و
عليه وفدا و وفودا و وفادة و إفادة إذا قدم و ورد، و في الحديث حقّ الصّلاة أن
تعلم أنّها وفادة إلى اللّه، أى قدوم إليه طلبا لفضله.
الاعراب
جملة يردونه
في محلّ النّصب على الحاليّة، المجاز و الورود و الولوه منتصبان على المصدريّة
مجازا، اى ورودا مثل ورود الأنعام، و ولوها مثل ورود «ولوه ظ» الحمام، و مواقف
مفعول فيه، و موعد منصوب بنزع الخافض أى إلى موعد مغفرته و يحتمل الانتصاب على
المفعول فيكون المعنى أنّهم يتسارعون عند الحجّ لوعد المغفرة، و من استطاع في محلّ
الجرّ بدل من النّاس بدل بعض من الكلّ و الربط في الجملة الخبريّة أعني قوله:
فانّ اللّه
غني عن العالمين، العموم فيها الشّامل للمبتدأ إذا العالمين شامل لمن كفر و غيره و
مثله قوله:
قال الرّضي
(ره) (و منها ذكر الحجّ) اعلم أنّ فاتحة كلامه 7 في هذا
الفصل كخاتمته مشتملة على ذكر وجوب الحجّ و فرضه، و تالي الفاتحه و متلوّ الخاتمة
متطابقان في وصف البيت الحرام و الواسطة بينهما واردة في أوصاف الحاج الكرام و
مدايحهم و الثّناء لهم، فهو من أبلغ الكلام على أحسن نظام.
قال 7: (و فرض عليكم حجّ بيته الحرام) أمّا فرض الحجّ و
وجوبه فقد