الظّالم من الظلم، و بناء محكم أى وثيق
يمنع من تعرّض له، و سمّيت الحكمة حكمة لمنعها عمّا لا ينبغي، و التّشابه أن يكون
أحد الشّيئين شبيها بالاخر بحيث يعجز الذّهن عن التّميز بينهما، قال تعالى:
إِنَّ
الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا و قال رسول اللّه 6:
حلال بيّن و حرام بيّن و شبهات بين ذلك، و لما كان من شأن المتشابهين عجز الانسان
عن التّميز بينهما سمّي كلّ ما لا يهتدى الانسان إليه بالمتشابه إطلاقا لاسم
السّبب على المسبّب هذا.
و عرّفهما
المحقّقون من العامة و الخاصّة بأنّ اللفظ الموضوع لمعنى إمّا أن يحتمل غير ذلك أم
لا، الثّاني النّص، و على الأوّل فإمّا أن يكون أحدهما راجحا و الآخر مرجوحا أم
لا، بل يكون احتماله لهما على السّواء، فعلى الأوّل الرّاجح الظاهر، و المرجوح
المأوّل، و الثّاني المشترك أو المجمل، و القدر المشترك بين النّص و الظاهر هو
المحكم، و بين المجمل و المأوّل هو المتشابه.
فقد ظهر من
ذلك أنّ المحكم ما اتّضح دلالته، و المتشابه خلافه و قد حقّقنا الكلام فيهما بما
لا مزيد عليه في حواشينا على القوانين مثال الأوّل قوله:
إِنَّ
اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً، وَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ و مثال
المتشابه قوله: وَ الْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ
قُرُوءٍ و قوله: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى و التشابه
في الاولى من جهة الاشتراك، و في الثّانية من تعذّر الحقيقة و اختفاء قرينة
المجاز، و من المتشابه الحروف المقطعة في أوائل السّور مثل الم و حم و طه و نحوها
و قوله 7 (مفسرا جمله) المراد بالجمل الألفاظ المجملة
المحتملة المحتاجة إلى التّفسير و البيان، مثل ثلاثة قروء في الآية السّابقة
المردّدة بين الطهر و الحيض، و منه على مذهب البعض قوله: