لأخذنا عنه. ثمّ سكت هنيئة ثمّ نظر إلى
جلسائه فقال: إنّا لا نقول إنّ هذه من كتب عليّ بن أبي طالب و لكن نقول: هذه من
كتب أبي بكر الصّدّيق كانت عند ابنه محمّد فنحن ننظر فيها و نأخذ منها. قال: فلم
تزل تلك الكتب في خزائن بني اميّة حتّى ولى عمر بن عبد العزيز، فهو الذي أظهر
أنّها من أحاديث عليّ بن أبي طالب.
و قال
ابراهيم: فلمّا بلغ عليا 7 أنّ ذلك الكتاب صار إلى معاوية اشتدّ عليه
حزنا.
و قال:
حدّثنى بكر بن بكار عن قيس بن الرّبيع، عن ميسرة بن حبيب، عن عمرو بن مرة، عن عبد
اللّه بن مسلمة قال: صلّى بنا عليّ 7 فلمّا انصرف قال:
لقد عثرت عثرة لا أعتذر
سوف أكيس بعدها و أستمر
و أجمع الأمر الشتيت المنتشر
فقلنا: ما
بالك يا أمير المؤمنين؟ فقال: إنى استعملت محمّد بن أبي بكر على مصر فكتب إلىّ
أنّه لا علم لي بالسنّة فكتبت إليه كتابا فيه أدب و سنّة فقتل و اخذ الكتاب.
قلت: قد نقلت
هذا العهد الشريف المحكم المتين الذي هو نسيج وحده في المعارف الحقّة لا سيّما في
المعاد من كتاب الغارات المنقول في شرح الفاضل المعتزلي و لكن من نسخة مخطوطة
مصحّحة مشكوكة عتيقة قد أنعمنا اللّه تعالى بها و هي من كتب مكتبتنا، و بين ما
نقلناه منها و بين ما طبع من نسخ شرح الفاضل المذكور تفاوة في عدّة مواضع يتغير
المعنى بها و لعلّنا نأتي بها أو ببعض ما يهتمّ و يعتنى به في شرح العهد إنشاء
اللّه تعالى.
صورة العهد
على ما فى تاريخ الطبرى
و أما صورة
العهد على ما ضبطه أبو جعفر الطبري في التاريخ فإنه قريب ممّا نقلناه من كتاب
الغارات أوّلا و ليس في نقله كثير فائدة قال: قال هشام عن أبي مخنف قال: حدّثنى
الحارث بن كعب الوالبيّ عن أبيه قال: كنت مع محمّد بن أبي