بكر حين قدم مصر فلمّا قدم قرأ عليهم
عهده: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم هذا ما عهد عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى
محمّد بن أبي بكر حين ولّاه مصر أمره بتقوى اللّه- إلخ.
و لم ينقل
أبو جعفر الطبري وصيّته 7 المبسوطة لأهل مصر و محمّد و إنّما اكتفى
بنقل العهد الذي كتبه إلى محمّد فقط.
صورة العهد
على ما فى تحف ابن شعبة
و أمّا أبو
محمّد الحسن بن عليّ بن الحسين بن شعبة الحرّانى- ره- فانه أتى بالعهد الّذي كتبه
إلى محمّد، و ما كتبه إلى أهل مصر و محمّد جميعا، و لمّا كان الأوّل قريبا أيضا
ممّا في كتاب الغارات و تاريخ الطبري أعرضنا عن نقله أيضا لقلّة الجدوى في ذلك، و
أمّا ما كتبه 7 إلى أهل مصر و محمّد فهذه صورته:
ثمّ كتب إلى
أهل مصر بعد مسيره ما اختصرناه: من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى محمّد بن أبي
بكر و أهل مصر: سلام عليكم.
أمّا بعد فقد
وصل إلىّ كتابك و فهمت ما سألت عنه، و أعجبنى اهتمامك بما لا بدّ لك منه و ما لا
يصلح المسلمين غيره، و ظننت أنّ الّذي أخرج ذلك منك نيّة صالحة و رأى غير مدخول.
أمّا بعد
فعليك بتقوى اللّه في مقامك و مقعدك و سرّك و علانيتك، و إذا أنت قضيت بين النّاس
فاخفض لهم جناحك، و ليّن لهم جانبك، و ابسط لهم وجهك و آس بينهم في اللحظ و النظر
حتّى لا يطمع العظماء في حيفك لهم و لا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم، و أن تسأل
المدّعي البيّنة و على المدّعى عليه اليمين، و من صالح أخاه على صلح فأجز صلحه
إلّا أن يكون صلحا يحرّم حلالا أو يحلّل حراما.
و آثر
الفقهاء و أهل الصّدق و الوفاء و الحياء و الورع على أهل الفجور و الكذب و الغدر،
و ليكن الصالحون الأبرار إخوانك، و الفاجرون الغادرون أعداءك فانّ أحبّ اخوانى
إلىّ أكثرهم للّه ذكرا و أشدّهم منه خوفا و أنا أرجو أن تكون منهم إن شاء اللّه.