responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 19  صفحه : 67

و حرّها شديد، و عذابها جديد، و مقامعها حديد، و شرابها صديد، لا يفتر عذابها، و لا يموت ساكنها، دار ليست للّه سبحانه فيها رحمة، و لا تسمع فيها دعوة و مع هذا رحمة اللّه الّتي وسعت كلّ شي‌ء لا تعجز عن العباد، و جنّة عرضها كعرض السماوات و الأرض، خير لا يكون بعده شرّ أبدا، و شهوة لا تنفد أبدا، و لذّة لا تفنى أبدا، و مجمع لا يتفرّق أبدا، قوم قد جاوروا الرحمن، و قام بين أيديهم الغلمان، بصحاف من ذهب فيها الفاكهة و الريحان، و أنّ أهل الجنّة يزورون الجبّار سبحانه في كلّ جمعة فيكون أقربهم منه على منابر من نور، و الّذين يلونهم على منابر من ياقوت، و الّذين يلونهم على منابر من مسك فبيناهم كذلك ينظرون اللّه جلّ جلاله و ينظر اللّه في وجوههم إذ أقبلت سحابة تغشاهم فتمطر عليهم من النعمة و اللذّة و السرور و البهجة ما لا يعلمه إلّا اللّه سبحانه، و مع هذا ما هو أفضل منه رضوان اللّه الأكبر، أما إنّا لو لم نخوّف إلّا ببعض ما خوّفنا به لكنّا محقوقين أن يشتدّ خوفنا ممّا لا طاقة لنا به، و لا صبر لقوّتنا عليه، و أن يشتدّ شوقنا إلى ما لا غنى لنا عنه، و ما لا بدّ لنا منه، فإن استطعتم عباد اللّه أن يشتدّ خوفكم من ربّكم فافعلوا فإنّ العبد إنّما تكون طاعته على قدر خوفه، و إنّ أحسن النّاس للّه طاعة أشدّهم له خوفا.

و انظر يا محمّد صلاتك كيف تصلّيها فانّما أنت إمام ينبغي لك أن تتمّها، و أن تخفّفها و أن تصلّيها لوقتها فانّه ليس من إمام يصلّي بقوم فيكون في صلاته و صلاتهم نقص إلّا كان إثم ذلك عليه و لا ينقص من صلاتهم شيئا.

و اعلم أنّ كلّ شي‌ء من عملك يتبع صلاتك فمن ضيّع الصّلاة فهو لغيرها أشدّ تضييعا، و وضوءك من تمام الصلاة فأت به على وجهه فالوضوء نصف الإيمان أسأل اللّه الّذي يرى و لا يرى و هو بالمنظر الأعلى أن يجعلنا و إيّاك من المتّقين الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.

فإن استطعتم يا أهل مصر أن تصدّق أقوالكم أفعالكم و أن يتوافق سرّكم‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 19  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست