عمله، فإنّ رسول اللّه 6 قال حين رجع من تبوك: إنّ بالمدينة لأقواما ما سرتم من مسير و لا هبطتم من واد
إلّا كانوا معكم ما حبسهم إلّا المرض يقول: كانت لهم نيّة.
ثمّ اعلم يا
محمّد إنّى وليّتك أعظم أجنادي أهل مصر، و ولّيتك ما ولّيتك من أمر الناس فأنت
محقوق أن تخاف فيه على نفسك و تحذر فيه على دينك و لو كان ساعة من نهار، فإن
استطعت أن لا تسخط ربّك لرضى أحد من خلقه فافعل فإنّ في اللّه خلفا من غيره و ليس
في شيء غيره خلف منه، فاشتدّ على الظّالم، و لن لأهل الخير و قرّبهم إليك و
اجعلهم بطانتك و إخوانك و السّلام.
كتاب أمير
المؤمنين على (ع) الى محمد بن أبى بكر و أهل مصر على صورة اخرى منقولة من كتاب
الغارات أيضا
قال أبو
إسحاق إبراهيم: حدّثني يحيى بن صالح عن مالك بن خالد، عن الحسن بن إبراهيم، عن عبد
اللّه بن الحسن بن الحسن 7 قال: كتب عليّ 7 إلى محمّد و أهل
مصر: أمّا بعد: فانّي أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بما أنتم عنه مسؤلون فأنتم به
رهن و إليه صائرون، فانّ اللّه عزّ و جلّ يقول: كُلُّ نَفْسٍ بِما
كَسَبَتْ رَهِينَةٌ، و قال: و يحذّركم اللّه نفسه و إلى اللّه المصير، و قال:
فو ربّك لنسئلنّهم أجمعين عمّا كانوا يعملون، فاعلموا عباد اللّه أنّ اللّه سائلكم
عن الصغير من أعمالكم و الكبير فان يعذّب فنحن الظّالمون و إن يغفر و يرحم فهو
أرحم الرّاحمين.
و اعلموا أنّ
أقرب ما يكون العبد إلى الرحمة و المغفرة حين ما يعمل بطاعة اللّه و منا صحته في
التوبة، فعليكم بتقوى اللّه عزّ و جلّ فإنها تجمع من الخير ما لا يجمع غيرها، و
يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها: خير الدّنيا و خير الاخرة، يقول سبحانه: وَ قِيلَ
لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ
أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَ لَنِعْمَ
دارُ الْمُتَّقِينَ.
و اعلموا
عباد اللّه أنّ المؤمنين المتّقين قد ذهبوا بعاجل الخير و آجله شركوا أهل الدّنيا
في دنياهم و لم يشاركهم أهل الدّنيا في آخرتهم يقول اللّه عزّ و جلّ: قُلْ مَنْ
حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ
الرِّزْقِ قُلْ هِيَ