responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 19  صفحه : 54

مع العزّ ذلّا- إلخ، انتهى. و قال ابن الأثير في اسد الغابة: إنه أسلم فأمره النّبي صلى اللّه عليه و آله أن يغتسل بماء و سدر.

و من الحديث يعلم أنّ قيس بن عاصم كان رجلا فهيما عاقلا لائقا بأن يخاطب بهذه الجمل و يلقى إليه تلك الصحيفة المكرّمة و الموعظة الحسنة بل الحكمة العالية المتعالية، و كان وفوده إلى النّبي 6 سنة تسع من الهجرة و هو الّذي قال فيه رسول اللّه 6: هذا سيّد أهل الوبر. و كان سيّدا شريفا جوادا عاقلا مشهورا بالحلم، و هو الذي رثاه عبدة الطبيب بقوله:

عليك سلام اللّه قيس بن عاصم‌

و رحمته ما شاء أن يترّحما

تحيّة من أوليته منك نعمة

إذا زار عن شحط بلادك سلّما

فما كان قيس هلكه هلك واحد

و لكنّه بنيان قوم تهدّما

و كان قيس بن عاصم قد حرّم على نفسه الخمر في الجاهليّة و كان سبب ذلك أنه غمز عنكة ابنته و هو سكران و سبّ أبويها، و رأى القمر فتكلّم، و أعطى الخمّار كثيرا من ماله، فلمّا أفاق اخبر بذلك فحرّمها على نفسه و قال فيها أشعارا منها قوله:

رأيت الخمر صالحة و فيها

خصال تفسد الرجل الحليما

فلا و اللّه أشربها صحيحا

و لا أشفى بها أبدا سقيما

و لا أعطى بها ثمنا حياتى‌

و لا أدعو لها أبدا نديما

فانّ الخمر تفضح شاربيها

و تجنيهم بها الأمر العظيما

و أراد بالرجل الحليم نفسه فإنّه كان بالحلم مشهورا، قيل للأحنف بن قيس ممّن تعلّمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقرىّ رأيته يوما قاعدا بفناء داره محتبيا بحمائل سيفه يحدّث قومه إذ اتي برجل مكتوف، و آخر مقتول فقيل له: هذا ابن أخيك قتل ابنك، قال: فو اللّه ما حلّ حبوته و لا قطع كلامه، فلمّا أتمّه التفت إلى ابن أخيه، فقال: يا ابن أخى بئس ما فعلت أثمت بربّك و قطعت رحمك و قتلت ابن عمّك و رميت نفسك بسهمك ثمّ قال لابن له آخر: قم‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 19  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست