من دخل عليه فسألناه وصيّة و لم يسألها
إيّاه أحد قبلنا.
و لجارية بن
قدامة أخبار و مشاهد كان عليّ بن أبي طالب 7 بعثه إلى البصرة و بها عبد
اللّه بن عامر بن الحضرمى خليفة عبد اللّه بن عامر بن كريز فحاصره في دار سنيبل
رجل من بني تميم و كان معاوية بعثه إلى البصرة يبايع له، انتهى كلام ابن سعد.
قلت: كتب
أمير المؤمنين 7 إلى أهل البصرة هذا الكتاب مع جارية
في الواقعة الّتي أشار إليها ابن سعد و سيأتي تفصيل ذلك.
كنايه قوله
7: (و قد كان من انتشار حبلكم- إلى قوله: و قبلت من
مقبلكم) لمّا نقض أهل البصرة عهدهم الّذي عاهدوه أمير المؤمنين عليّا 7 و نكثوا بيعتهم إيّاه في وقعة الجمل عبّر عن فعلهم هذا بقوله انتشار
حبلكم فالحبل كناية عن العهد و الانتشار عن النكث كقوله تعالى: وَ لا
تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً (النحل 93)،
و قوله 7: ما لم تغبّوا عنه أى كنتم عالمين بما
فعلتم من نقض عهدكم، ثمّ نبّههم بما فعل بعد ظفره عليهم من الاكرام و الاحسان في
إزاء ما أساءوا به بقوله: فعفوت عن مجرمكم و قد مضى ذكر سيرته
7 في أهل البصرة في شرحنا على المختار الثاني من باب الكتب (ص 93 ج 17)
و سيرته 7 في كلّ موطن لقيه عدوّ في شرحنا على المختار الرابع عشر من
ذلك الباب (ص 133 ج 18).
قوله 7: (فإن خطت بكم الامور- إلخ) لمّا كان معاوية بعث بعد وقعة الجمل
عبد اللّه بن عامر الحضرمىّ إلى البصرة ليبايعهم له و كان سفه آرائهم الجائرة و
امورهم المهلكة يجرّ أهلها إلى مخالفة أمير المؤمنين 7 و نقض عهده
ثانيا أخبرهم موعدا بقوله فإن خطت اه، اى إن عدتم إلى
الفتنة و نقض العهد بتلك الامور و الاراء من أهل الهوى و الضلال فها أناذا قد
استعدت للقتال و الكرّة حتّى قرّبت جيادى و رحلت ركابى و لئن ألجأتموني إلى
المسير إليكم لاوقعنّ بكم وقعة أى حربا لا يكون وقعة الجمل بالنسبة إليها في الحقارة
و الخفّة إلّا كلحسة لا حس و كأنّ في كلامه 7 لئن ألجأتموني إشارة إلى
العفو عمّا مضى منهم أى إن كنتم