حكم. و هذا هو خليفته أوصى في أخسّ
خليفته ما أوصى، فما ظنّك بأشرفها و أكرمها.
فلنذكر في
المقام عدّة روايات منقولة من أئمة الدّين : في حقّ الدابة على صاحبها
و آداب ركوبها و حملها، ففي الكافي و الفقيه (الوافي ص 66 ج 8) عن أبي عبد اللّه
7 قال لقمان لابنه: يا بنىّ إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك
و امورهم- إلى أن قال: و لا تنامنّ على دابّتك فانّ ذلك سريع في دبرها و ليس ذلك
من فعل الحكماء إلّا أن تكون في محمل يمكنك التمدّد لاسترخاء المفاصل، و إذا قربت
من المنزل فانزل عن دابّتك و ابدأ بعلفها قبل نفسك فانّها نفسك إلخ. قال الفيض
قدّس سرّه: الدّبر محركة قرحة الدابّة، و انما جعل الدابّة نفسه لأنّ هلاكها
يستلزم هلاكها.
و في الخصال:
قال رسول اللّه 6: للدابّة على صاحبها خصال ستّ:
يبدأ بعلفها
إذا نزل، و يعرض عليها الماء إذا مرّ به، و لا يضرب وجهها فانّها تسبّح بحمد
ربّها، و لا يقف على ظهرها إلّا في سبيل اللّه عزّ و جلّ، و لا يحملها فوق طاقتها،
و لا يكلّفها من المشى إلّا ما تطيق.
و في البحار-
باب حق الدابة على صاحبها و آدابها و حملها ص 701 ج 14 من طبع الكمبانى- من
المحاسن عن أمير المؤمنين 7 قال: قال رسول اللّه 6:
لا تضربوا
وجوه الدّواب و كلّ شيء فيه الروح فانه يسبّح بحمد اللّه.
و فيه من
مجالس الصدوق عن الصادق 7 قال: للدابّة على صاحبها سبعة حقوق: لا
يحملها فوق طاقتها، و لا يتّخذ ظهرها مجلسا يتحدّث عليها، و يبدأ بعلفها إذا نزل،
و لا يسمها في وجهها فانها تسبّح، و يعرض عليها الماء إذا مرّ به، و لا يضربها على
النفار، و يضربها على العثار لأنها ترى ما لا ترون.
و فيه من
المحاسن و الفقيه عن ابن فضّال عن حمّاد اللحام قال: مرّ قطار لأبي عبد اللّه 7 فرأى زاملة قد مالت فقال: يا غلام اعدل على هذا الجمل فانّ اللّه يحبّ
العدل.