لأنّ معنى الكلام أنّه لا يعدل بهنّ
عن نبت الأرض إلى جوادّ الطرق في الساعات الّتي لها فيها راحة
و لا في الساعات الّتي عليها فيها
مشقة و لأجل هذا قال تريح من الراحة و لو كان من الرواح لقال تروح و ما كان يقول
تريح و لأنّ الرواح عند العشاء يكون قريبا منه و الغبوق و هو شرب العشى على ما
ذكرناه و لم يبق له معنى و انما المعنى ما قلناه و انما أوردت هذه اللفظة في كتابى
لأنّى سمعت جماعة من أصحابنا الفقهاء يصحفونها. انتهى كلامه- ره-. انتهى ما أتى به
السيّد- ره- في المدارك.
و قال الفيض
قدّس سرّه في الوافي (ص 22 ج 6) في بيان الحديث: و الغبوق بالغين المعجمة و الباء
الموحّدة شرب آخر النهار، و ضبطه صاحب كتاب السرائر تعنق بالعين المهملة و النون
من العنق و هو شدّة سير الابل و جعل جعله تغبق تصحيفا فاحشا و خطاء قبيحا معلّلا
بانّ يريح من الراحة ليس من الرواح.
ثمّ قال
الفيض- ره- قال استاذنا ;: كون ذلك تصحيفا غير معلوم بل يحتمل الأمرين.
انتهى كلام الفيض. و مراده من استاذه هو استاذه في العلوم النقلية السيّد ماجد بن
هاشم الصادقى البحراني طاب ثراه كما نصّ عليه في ص 14 ج 6 من زكاة الوافي.
و تاسعها أن يروّحها
في ساعات الرّواح.
و عاشرها أن
يمهلها عند وصولها إلى النطاف و الأعشاب، و النطاف المياه القليلة الصّافية جمع
النطفة، و الأعشاب جمع العشب و هو الكلاء الرطب.
ثمّ إنّ
كلامه 7: (و لا يمصر لبنها فيضرّ ذلك بولدها و لا يجهدنّها
ركوبا) يفيد أنّ للسّاعى أن ينتفع من الصدقة على مقدار الحاجة كما تقدّم
الكلام آنفا في الفرع الثالث.
و ينبغي
التأمل جدّا في ما أمره 7 و نهاه في حقّ البهائم سيّما فيما أوصى من
رعاية العدل في الركوب و الحلب فيها ليعلم أنّ اللّه يحبّ العدل في حقّها أيضا، و
أنّه سبحانه بيّن كلّ ما يتعلق بأفعال المكلّفين و لم يترك شيئا إلّا و له فيه