responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 19  صفحه : 190

كان شرّه مستطيرا.

قد أتى يوم تبلى فيه السرائر، و ما زرع في الأوّل يحصد في الاخر، فانظروا بما أسلفتم في الأيّام الخالية، و اقرءوا ألواح أنفسكم تخبركم عن غدكم و أمسكم و رمسكم.

و استمع ما ذا يقول برهان السالكين و إمام المتقين و قائد الغرّ المحجّلين عليّ أمير المؤمنين: احذروا عباد اللّه الموت و نزوله، و خذوا له فإنّه يدخل بأمر عظيم خير لا يكون معه شرّ أبدا، و شرّ لا يكون معه خير أبدا، فمن أقرب إلى الجنّة من عاملها، و من أقرب إلى النار من عاملها.

ليس أحد من النّاس تفارق روحه جسده حتّى يعلم إلى أىّ المنزلتين يصير إلى الجنّة أم إلى النّار؟ أعدوّ هو للّه أم ولىّ له؟ فإن كان وليا فتحت له أبواب الجنّة و شرع له طريقها، و نظر إلى ما أعدّ اللّه عزّ و جلّ لأوليائه فيها فرغ من كلّ شغل، و وضع عنه كلّ ثقل، و إن كان عدوّا فتحت له أبواب النّار و سهّل له طريقها و نظر إلى ما أعدّ اللّه لأهلها و استقبل كلّ مكروه.

و اعلموا عباد اللّه أنّ ما بعد اليوم أشدّ و أدهى: نار قعرها بعيد، و حرّها شديد، و عذابها جديد، و مقامعها حديد، و شرابها صديد، لا يفتر عذابها، و لا يموت ساكنها، دار ليس للّه سبحانه فيها رحمة، و لا يسمع فيها دعوة.

فطوبى لمن انتبه عن النّوم و تشمّر الذيل لتدارك اليوم، ثمّ طوبى لمن راقب سرّه عمّا سوى اللّه و ما طالب إلّا القرب منه و لقاءه و رضاه، فإنّا امرنا ألّا نعبد إلّا إيّاه و لا نطلب إلّا إيّاه، فوحّد اللّه سبحانه بصدق السريرة حتّى ترى بعين البصيرة أن لا هو إلّا هو و لا إله إلّا هو، فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه، و هو الأوّل و الاخر و الظاهر و الباطن، و هو معكم أينما كنتم.

خليليّ إنّي لأستحيي من نفسي فضلا عن غيرى بأن أقول: هذه رسالة عملتها يداي في لقاء اللّه تعالى، كيف لا و أنّى لهذا المطرود عن صفّ النعال، بل المردود عن الباب أن يأتي فيه بكتاب؟ و هل هذا إلّا الخروج عن الزّىّ؟ و لا يخرج‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 19  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست