قال ابن
هشام: و أمّا حلف الفضول: فحدّثني زياد بن عبد اللّه البكائي، عن محمّد بن إسحاق
قال: تداعت قبائل من قريش إلى حلف فاجتمعوا له في دار عبد اللّه بن جدعان بن عمرو
بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤى، لشرفه و سنّه فكان حلفهم عنده، بنو
هاشم، و بنوا المطّلب، و أسد بن عبد العزّى، و زهرة بن كلاب، و تيم بن مرّة
فتعاقدوا و تعاهدوا على أن لا يجدوا بمكّة مظلوما من أهلها و غيرهم ممّن دخلها من
سائر النّاس إلّا قاموا معه، و كانوا على من ظلمه حتّى تردّ عليه مظلمة فسمّت قريش
ذلك الحلف حلف الفضول.
قال: قال ابن
إسحاق: و حدّثني محمّد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيميّ أنه سمع طلحة بن عبد
اللّه بن عوف الزّهري يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: لقد شهدت في دار
عبد اللّه بن جدعان حلفا ما احبّ أنّ لي به حمر النّعم و لو ادعى به في الإسلام
لأجبت.
قال: قال ابن
إسحاق: و حدّثني يزيد بن عبد اللّه بن اسامة بن الهادي اللّيثيّ: أنّ محمّد بن
إبراهيم بن الحارث التيميّ حدّثه: أنّه كان بين الحسين ابن عليّ بن أبي طالب عليهم
السّلام، و بين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و الوليد يومئذ أمير على المدينة
أمّره عليها عمّه معاوية بن سفيان منازعة في مال كان بينهما بذي المروة، فكان
الوليد تحامل على الحسين 7 في حقّه لسلطانه، فقال له الحسين:
احلف باللّه
لتنصفنّي من حقّي أو لاخذنّ سيفي، ثمّ لأقومنّ في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه
و آله ثمّ لأدعونّ بحلف الفضول.
قال: فقال
عبد اللّه بن الزبير و هو عند الوليد حين قال الحسين 7 ما قال:
و أنا أحلف
باللّه لئن دعا به لاخذنّ سيفي ثمّ لأقومنّ معه حتّى ينصف من حقّه أو نموت جميعا،
قال: فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهريّ فقال مثل ذلك و بلغت عبد الرّحمن بن
عثمان بن عبيد اللّه التّيمي فقال مثل ذلك فلمّا بلغ ذلك