و هذا البيت للعبسى من أبيات الحماسة
(الحماسة 147 من شرح المرزوقى) و من أبيات الأمالي للقالى ص 261 ج 1، و في السيرة
النّبوية لابن هشام ص 287 ج 1.
و قول حمل
يضرب به مثلا للتهديد بالحرب.
و روى
الميدانى في مجمع الأمثال في فصل الضاد المفتوحة هكذا: ضحّ رويدا يدرك الهيجا حمل،
و قال: ضحّ رويدا هذا أمر من التضحية أى لا تعجل في ذبحها ثمّ استعير في النهى عن
العجلة في الأمر، و يقال: ضحّ رويدا لم ترع أى لم تفزع و يقال ضحّ رويدا يدرك
الهيجا حمل، يعنى حمل بن بدر، قال زيد الخيل:
فلو أنّ نصرا أصلحت ذات بينها
لضحّت رويدا عن مطالبها عمرو
و لكنّ نصرا ارتعت و تخاذلت
و كانت قديما من خلايقها الغفر
أى المغفرة،
نصر و عمروا بناقعين و هما حيّان من بني أسد، انتهى قول الميداني.
و في الباب
الثالث و العشرين فى ما جاء من الأمثال من أوّله لام من جمهرة الأمثال لأبي هلال
العسكرى: لبّث رويدا يلحق الهيجا حمل، أى انتظر حتّى يتلاقى الشّبان، و الهيجا
يقصر و يمدّ، و حمل اسم رجل، انتهى كلام أبي هلال.
و كما اختلف
في ضبط هذا المثل على ما قدّمنا كذا اختلف في حمل فذهب غير واحد إلى أنه ابن بدر
كما دريت و في الإصابة و اسد الغابة أنه حمل ابن سعدانة قال في الأوّل: حمل بن
سعدانة بن حارثة الكلبي وفد على النّبي 6 و عقد له لواء و هو
القائل: لبّث قليلا يدرك الهيجا حمل، و شهد مع خالد مشاهده كلّها و قد تمثّل بقوله
سعد بن معاذ يوم الخندق حيث قال:
لبّث قيلا يدرك الهيجا حمل
ما أحسن الموت إذا حان الأجل
و في اسد
الغابة: البث قليلا- إلخ و قال: شهد صفّين مع معاوية، و اللَّه تعالى أعلم.