استعاره «مقدّمتي» في الصحاح: مقدّمة الجيش بكسر الدال: أوّله. و في
النهاية الأثيريّة و في كتاب معاوية إلى ملك الروم: لأكوننّ مقدّمته إليك أي
الجماعة الّتي يتقدّم الجيش من قدّم بمعنى تقدّم؛ و قد استعيرت لكلّ شيء فقيل:
مقدّمة الكتاب و مقدّمة الكلام بكسر الدال و قد يفتح. «أمّرته عليها» أى جعلته
أميرا عليها يقال: أمّره إذا ولّاه الإمارة و حكّمه.
«عيونهم»
العيون واحد العين بفتح العين، و معناه ههنا: الجاسوس و الراصد و يقال بالفارسية
ديدبان ففي الصحاح: العين: الديدبان و الجاسوس. و في النهاية الأثيريّة:
و في الحديث
أنّه بعث بسبسة عينا يوم بدر أي جاسوسا. و اعتان له إذا أتاه بالخبر؛ و منه حديث
الحديبيّة كان اللّه قد قطع عينا من المشركين أي كفى اللّه منهم من كان يرصدنا و
يتجسّس علينا أخبارنا.
«طلائعهم»
جمع طليعة و طليعة الجيش هم القوم الّذين يبعثون ليطّلعوا طلع العدوّ كالجواسيس.
«لا تسأما» أي لا تملا، يقال سئم الشيء يسئم سامة من باب علم أى ملّه و ضجر منه؛
و السامة: الملل و الضجر.
«نقض» النقض
بالقاف: الهدم، و لكنّي أرى أنّ النقض مصحّف و الصواب النقض بالفاء ففي صحاح
الجوهريّ: و قد نقضت المكان و استنفضته و تنفّضته أى نظرت جميع ما فيه قال زهير:
و تنقض عنها غيب كلّ حميلة
و تخشى رماة الغوث من كلّ
مرصد
و استنفض
القوم أي بعثوا النفيضة، و يقال: إذا تكلّمت ليلا فانفض أي التفت هل ترى من تكره.
و النفض بالتحريك: الجماعة يبعثون في الأرض لينظروا هل فيها عدوّ أو خوف، و كذلك
النفيضة نحو الطليعة.
و في النهاية
الأثيريّة: و في حديث أبي بكر و الغار: أنا أنفض لك ما حولك أي أحرسك و أطوف هل
ترى طلبا. يقال: نفضت المكان و استنفضته و تنفّضته إذا نظرت جميع ما فيه. و النفضة
بفتح الفاء و سكونها، و النفيضة قوم يبعثون متحسّسين هل يرون عدوّا أو خوفا.