فارحلوا جميعا. و إذا غشيكم اللّيل فنزلتم فحفّوا عسكركم بالرماح و
الترسة، و اجعلوا رماتكم يلون ترستكم كيلا تصاب لكم غرّة، و لا تلقى لكم غفلة. و
احرس عسكرك بنفسك. و إيّاك أن ترقد أو تصبح إلّا غرارا أو مضمضة، ثمّ ليكن ذلك
شأنك و دأبك حتّى تنتهي إلى عدوّك. و عليك بالتأنّي في حربك. و إيّاك و العجلة
إلّا أن تمكنك فرصة. و إيّاك أن تقاتل إلّا أن يبدءوك أو يأتيك أمري و السّلام
عليك و رحمة اللّه.
ثمّ إنّ
كتابه هذا على رواية تحف العقول منقول في أبواب الجهاد من البحار (ص 98 ج 21 من
الطبع الكمباني و في ص 627 ج 8 منه أيضا) و على رواية صفين لنصر منقول في باب بغي
معاوية و امتناع أمير المؤمنين 7 تأميره من البحار (ص 477 ج 8 من ذلك
الطبع).
اللغة
«أحمد إليكما
اللّه» قال المرزوقيّ في شرح الحماسة 93: الحمد: الثناء على الرجل بما فيه من
الخصال المرتضاة، و بهذا المعنى فارق الشّكر، لأنّ الشكر لا يكون إلّا على صنيعة،
انتهى.
أقول: الظاهر
من قوله و بهذا المعنى فارق الشكر أنّه أراد أن يبيّن مورد افتراق معنيي الحمد و
الشكر و إلّا فالحمد أعمّ من الشكر لأنّك تحمد الانسان على صفاته الذاتية و على
عطائه و لا تشكره على صفاته.
و أمّا معنى
قوله: أحمد إليكما اللّه فقال: ابن الأثير في النهاية: و في كتابه 7
أمّا بعد فانّي أحمد إليك اللّه أي أحمده معك فأقام إلى مقام مع. و قيل: معناه
أحمد إليك نعمة اللّه بتحديثك إيّاها.
«ولّيت» من
التولية يقال: ولّى الأمير فلانا الأمر إذا جعله واليا عليه.
و في صحاح
الجوهريّ: ولّاه الأمير عمل كذا، و ولّاه بيع الشيء و تولّى العمل أي تقلّد.