له 7 وصّى به شريح بن هاني لمّا جعله على مقدّمته إلى
الشام: اتّق اللّه في كلّ صباح و مساء و خف على نفسك الدّنيا- إلخ. و هو المختار
56 من باب الكتب و الرسائل و بين النسختين أعني بين ما في النهج و كتاب صفين لنصر
اختلاف في الجملة و سيأتي شرحها و تحقيقها في محلّها إن شاء اللّه تعالى، فلنرجع
إلى ما أتى به نصر في كتاب صفين.
فقال زياد:
أوصيت يا أمير المؤمنين حافظا لوصيّتك مؤدّبا بأدبك، يرى الرشد في نفاذ امرك، و
الغيّ في تضييع عهدك.
فأمرهما أن
يأخذا في طريق واحد و لا يختلفا. و بعثهما في اثنى عشر ألفا، على مقدّمته شريح بن
هاني على طائفة من الجند و زياد على جماعة. فأخذ شريح يعتزل بمن معه من أصحابه على
حدة و لا يقرب بزياد بن النضر. فكتب زياد مع غلام له أو مولى يقال له شوذب:
كتاب زياد
بن النضر الى أمير المؤمنين على 7
لعبد اللّه
عليّ أمير المؤمنين من زياد بن النضر سلام عليك فانّي أحمد إليك اللّه الّذي لا
إله إلّا هو؛ أمّا بعد فانّك ولّيتني أمر النّاس و انّ شريحا لا يرى لي عليه طاعة
و لا حقّا و ذلك من فعله بي استخفافا بأمرك و تركا لعهدك.
كتاب شريح
بن هانى اليه 7
و كتب شريح
بن هاني- إليه 7- سلام عليك فإنّي أحمد إليك اللّه الّذي لا إله إلّا
هو أمّا بعد فانّ زياد بن النضر حين أشركته في أمرك و ولّيته جندا من جنودك تنكّر
و استكبر و مال به العجب و الخيلاء و الزهو إلى ما لا يرضاه الربّ تبارك و تعالى
من القول و الفعل فان رأى أمير المؤمنين أن يعزله عنّا و يبعث مكانه من يحبّ
فليفعل فإنّا له كارهون و السلام.