و اعلموا أنّ مقدّمة القوم عيونهم، و عيون المقدّمة طلائعهم. و
إيّاكم و التّفرّق فإذا نزلتم فانزلوا جميعا، و إذا ارتحلتم فارتحلوا جميعا، و إذا
غشيكم اللّيل فاجعلوا الرّماح كفّة؛ و لا تذوقوا النّوم إلّا غرارا أو مضمضة.
سندها و
نقلها على صورتها الكاملة على رواية نصرفى صفين، و الحسن بن على بن شعبة في تحف
العقول
قد روى كلامه
هذا نصر بن مزاحم المنقري الكوفي في كتابه في صفين مسندا (ص 66 من الطبع الناصري)
و ما أتى به الرضيّ في النهج فملتقط ممّا أتى به نصر في صفين و أشرنا غير مرّة إلى
أنّ عادة الرضيّ التقاط الفصيح و البليغ من كلامه 7 و إن كان هذا
الكتاب على صورته الكاملة من محاسن كتبه 7. و قد دريت في شروح الكتب السالفة
أنّ نضرا في نفسه ثقة، و في نقله ثبت؛ و أنّه كان يعيش قبل الرضيّ بمائتي سنة
تقريبا؛ فدونك الوصيّة على ما رواها نصر:
نصر: عمر بن
سعد، حدّثني يزيد بن خالد بن قطن أنّ عليّا 7 حين أراد المسير إلى
النخيلة دعا زياد بن النضر و شريح بن هاني و كانا على مذحج و الأشعريين فقال: يا
زياد اتّق اللّه في كلّ ممسى و مصبح و خفف على نفسك الدّنيا الغرور و لا تأمنها
على حال من البلاء. و اعلم أنّك إن لم ترع نفسك عن كثير ممّا يجب مخافة مكروهة سمت
بك الأهواء إلى كثير من الضرّ فكن لنفسك مانعا و ادعا من البغى و الظلم و العدوان
فإنّي قد وليّتك هذا الجند فلا تستطيلنّ عليهم و إنّ خيركم عند اللّه أتقيكم، و
تعلّم من عاملهم [علّم] جاهلهم و احلم عن سفيههم فإنّك إنّما تدرك الخير بالحلم و
كفّ الأذى و الجهد.
أقول: كلامه
هذا مذكور في النهج المعنون بقول الرضيّ: و من وصيّة