كتابه 7 الى زياد بن النضر و شريح بن هانى في جواب
كتابهما
و هذا الكتاب
هو الذى أتى به الرضى في النهج و عنونه بقوله و من وصية له 7 وصى بها
جيشا بعثه الى العدو أعنى تلك الوصية التي نحن بصدد شرحها الان على صورته الكاملة
على رواية نصر فكتب إليهما عليّ 7: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، من عبد
اللّه علىّ أمير المؤمنين إلى زياد بن النضر و شريح بن هاني، سلام عليكما فإنّي
أحمد إليكما اللّه الّذي لا إله إلّا هو؛ أمّا بعد فانّي قد ولّيت مقدمتى زياد بن
النضر و أمّرته عليها و شريح على طائفة منها أمير، فان أنتما جمعكهما بأس فزياد بن
النضر على الناس، و إن افترقتما فكلّ واحد منكما أمير على الطائفة الّتي وليّناه
أمرها.
فاعلما أنّ
مقدّمة القوم عيونهم، و عيون المقدمة طلائعهم. فإذا أنتما خرجتما من بلاد كما فلا
تسأما من توجيه الطّلائع، من نقض (نفض- ظ) الشعاب و الشجر و الخمر في كلّ جانب
كيلا يغترّ كما عدوّ، أو يكون لهم كمين.
و لا تسيّرنّ
الكتائب إلّا من لدن الصباح إلى المساء إلّا على تعبية؛ فإن دهمكم دهم، أو غشيكم
مكروه كنتم قد تقدّمتم في التعبية.
و إذا نزلتم
بعدوّ أو نزل بكم فليكن معسكر كم في قبل الأشراف أو سفاح الجبال أو أثناء الأنهار
كي ما يكون ذلك لكم ردءا، و تكون مقاتلتكم من وجه أو اثنين.
و اجعلوا
رقباءكم في صياصي الجبال، و بأعالى الأشراف، و مناكب الأنهار يرون لكم لئلا يأتيكم
عدوّ من مكان مخافة أو أمن.
و إيّاكم و
التفرّق فإذا نزلتم فانزلوا جميعا، و إذا رحلتم فارحلوا جميعا و إذا غشيكم ليل
فنزلتم فحفّوا عسكركم بالرماح و الأترسة (و الترسة)؛ و رماتكم يلون ترستكم و
رماحكم و ما أقمتم فكذلك فافعلوا كيلا تصاب لكم غفلة، و لا تلفى لكم