و هو المختار
التاسع عشر من باب كتبه و رسائله أمّا بعد فإنّ دهاقين أهل بلدك شكوا منك
قسوة و غلظة و احتقارا و جفوة؛ فنظرت فلم أرهم أهلا لأن يدنوا لشركهم، و لا أن
يقصوا و يجفوا لعهدهم؛ فالبس لهم جلبابا من اللّين تشوبه بطرف من الشّدّة، و داول
لهم بين القسوة و الرّأفة، و امزج لهم بين التّقريب و الادناء، و الابعاد و
الاقصاء إن شاء اللّه.
المصدر
قال
اليعقوبيّ في تاريخه (ص 179 ج 2 طبع النجف): كتب عليّ 7 إلى عمر بن أبي
سلمة الأرحبي: أمّا بعد فإنّ دهاقين عملك شكوا غلظة و نظرت في أمرهم فما رأيت خيرا
فلتكن منزلتك بين منزلتين جلباب لين بطرف من الشدّة في غير ظلم و لا نقص، فإن هم
أجبونا صاغرين فخذ مالك عندهم و هم صاغرون، و لا تتّخذ من دون اللّه وليّا فقد قال
اللّه عزّ و جلّ: لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصارى أَوْلِياءَ، و قال
تبارك و تعالى: وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ و فرّعهم
بخراجهم و قاتل من ورائهم، و إيّاك و دماءهم و السلام. انتهى.
الظاهر
أنّهما كتاب واحد نقل الرّضي طائفة منه في النهج على ما هو أبه من التقاط الفصيح
من كلامه 7 و رفض ما عداه، و نقل اليعقوبيّ طائفة اخرى منه في تاريخه،
إلّا أنّ صدره روي بروايتين مختلفتين في الجملة، و يؤيّده ما في