«ساسة» جمع سائس كبطلة جمع باطل إلّا أنّ حرف العلّة فيها أبدلت ألفا
و أصلها سيسة. «باسق» أى عال رفيع، يقال: بسق فلان على أصحابه أي علاهم و بسق
النخل بسوقا أي طال و ارتفعت أغصانه و منه قوله تعالى: وَ النَّخْلَ باسِقاتٍ (ق- 12) قال هشام أخو ذي
الرّمة في أبيات يرثى بها أخاه ذا الرّمة و ابن عمّه أو في بن دلهم (الحماسة 264).
نعوا باسق الأفعال لا
يخلفونه
تكاد الجبال الصمّ منه
تصدّع
«متماديا» فاعل من التمادي و أصله المدى أي
الغاية، يقال: تمادى فلان في غيّه أي دام على فعله و لجّ و بلغ فيه المدى.
«الغرّة»: الغفلة. «الامنيّة» بضمّ الهمزة واحدة الأماني: ما يتمناه الإنسان و
يؤمل إدراكه و طمع الناس.
«أعف» أمر من الإعفاء، و في بعض النسخ مشكول
بضمّ الفاء و همزة الوصل و لكنّه و هم و الصواب الأوّل يقال: أعفاه من الأمر أي
برّاه منه. و في الصحاح:
يقال: أعفني
من الخروج معك أي دعني منه؛ و استعفاه من الخروج معه أي سأله الاعفاء.
«المرين» اسم
مفعول من ران كالمدين من دان، و في النهاية الأثيرية: يقال:
رين بالرجل
رينا إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه، و أصل الرين: الطبع و التغطية و منه قوله
تعالى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ (المطفّفين- 15) أي
طبع و ختم، و منه حديث عليّ 7: لتعلم أيّنا المرين على قلبه و المغطّى
على بصره؛ و المرين المفعول به الرين؛ و منه حديث مجاهد في قوله تعالى: وَ
أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ (البقرة- 77) قال: هو الرّان، و الرّان و
الرّين سواء كالذام و الذيم، و العاب و العيب. انتهى كلامه.
و لا يخفى
عليك أنّ ابن الأثير أشار بقوله: «و منه حديث عليّ 7 لتعلم أيّنا
المرين على قلبه و المغطّى على بصره» إلى هذه الفقرة من ذلك الكتاب الذي نحن بصدد
شرحه و ابن الأثير هذا هو مبارك بن أبي الكرام أثير الدّين محمّد الجزريّ توفي
بموصل سنة 606 من الهجرة.